عادةً ما يشتبه البعض (بحسن نية تارة وبسوء نية تارة أخرى) بين حرية الرأي والتعبير الذي كفله القانون الدولي والمعاهدات والمواثيق الحقوقية وبين خطاب الكراهية .
وعلى الرغم من تناقضهم ووضوحهم ، إلا أن البعض أصبح يمزج بينهم بسوء نية لينجح أجنداته الخاصة ، فبحجة حرية الرأي يبث خطاب الكراهية الذي لا يزيد الأمة إلا كرهاً وفتنة .
فما الفرق بينهم ؟!؟
الفرق بينهم هو أن حرية الرأي :
يمكن تعريفها بالحرية في التعبير عن الأفكار والآراء والمعتقدات عن طريق الكلام أو الكتابة أو عمل فني بدون رقابة أو قيود …
ويكون عبر إحترام الآراء جميعها ومجابهة الحجة بالحجة بموضوعية تامة ، وطرح الرأي الشخصي بكل أريحية وإظهار المعتقدات دون المساس أو الخوف من أحد ودائما ما يساهم في إثراءأي نقاش .
أما خطاب الكراهية :
فيمكن تعريفه بأنه كل كلامٍ يثير مشاعر الكره نحو مكوّنٍ أو أكثر من مكوّنات المجتمع، وينادي ضمناً بإقصاء أفراده بالطرد أو الإفناء أو بتقليص الحقوق، ومعاملتهم كمواطنين من درجة أقل …
وهو مناقض تماماً لحرية الرأي والتعبير ، ويعتبر خطراً على السلم والأمن الإجتماعيين ، ومنطلقاته دائماً ما تكون عنصرية وفئوي وطائفية ولغته لغة إزدراء وتسفيه وتحقير وسخرية من الآراءالأخرى ، ومحاولة لفرض الرأي بالقوة ، ودائماً ما يزيد هذا الخطاب في الإختلافات وينفخ في نارها .
ولو لاحظنا فإن مجتمعاتنا اليوم اصبحت بعيدة عن حرية الرأي والتعبير في أغلب الأحيان ، بل ونجدها متبنية لخطاب الكراهية الذي بتنا نسمعه بشكل يومي ، في وسائل التواصل الإجتماعي أوفي منابر الإعلام ، فهذا يصف الآخر بأنه صفوي مجوسي أو ذنب من أذناب هذه الدولة أو تلك ، والآخر يرد عليه بأنه ناصبي أو داعشي وموالٍ لدولة أخرى .
وهذا ما نتجت عنه ثقافة الإقصاء والقتل الذي نشاهده من حولنا في دول الإقليم على يد الجماعات التكفيرية الإقصائية والتي ترفض وتقتل كل من يخالفها الرأي .
ختاماً ؛ لو تبنينا مبدأ حرية الرأي والتعبير لصلُحنا وصلحت أمتنا .