لم تكن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الكويت أول زيارة، كما أنها لم تكن أول زيارة لملك للكويت، لكنها كانت هذه المرة.. غير.
هذه الزيارة جاءت في ظروف غاية في الأهمية للكويت أولاً، ثم للوحدة الخليجية المنتظرة، وإن لم يتم الإعلان عنها.
اليوم يزور الملك سلمان الكويت حيث المنطقة تمر بظروف أمنية استثنائية، فلم يكف تهديد الكويت منذ الخلية التجسسية إلى تصريحات استفزازية من قبل مسؤولين في دول جوار إلى آخر ما تم اكتشافه خلية العبدلي الإرهابية، وبالجهة الشمالية الأخرى تستبيح ميليشيات الحشد الشعبي البلاد والعباد وتهدد الشمال الكويتي والسعودي، مما يعيد إلى الذاكرة تهديدات الدكتاتور المقبور قبل الغزو الغاشم التي تجاهلناها إلى أن صارت واقعاً اكتوينا منه جميعاً! اليوم الملك سلمان يريد أن يوصل رسالة إلى كل من يعنيه الأمر؛ أن الكويت ليست منفردة في مصيرها، بل لها شقيقة كبرى تشاركها المصير نفسه، ولن تتركها لقمة سائغة للوحوش البشرية التي لا يردعها لا دين ولا ذمة ولا جيرة. ما شاهدناه في هذه الزيارة من احتفاء جماهيري من معظم مكونات الشعب الكويتي بالضيف الكبير، دليل على أن الكويت، حكومة وشعباً، تقف خلف مجلس التعاون الخليجي، وتدعم فكرة وحدته واندماج دوله في مكون اتحاد فدرالي، يحفظ لهذه الدول أمنها واستقرارها، ويخفف من تداعيات تهديدات بعض دول الجوار المستمرة لدول الخليج.
بقي أن نقول إن الشعوب الخليجية لها أيضاً رسائل بالاتجاه المعاكس، عبّر عنها ناصر القصبي في فقرته التي عرضت أمام الضيف وأخيه في مركز جابر الأحمد الثقافي، عندما طالب بتسريع الوحدة الخليجية وتوابعها، ونتمنى أن تُفهم رسائل الشعوب كما يفهم الشعوب الرسائل.
حفظ الله الكويت والسعودية والخليج من كل مكروه.
***
أكيد مع قراءة هذا العدد من القبس تكون الحكومة الجديدة قد تشكلت، فهل يا ترى هي حكومة إنجاز وتعاون وتنمية، كما تمناها كل المخلصين في هذه الديرة الطيبة، أم أنها حكومة أزمة وصورة «طبق الأصل» من بقية الحكومات السابقة؟! الله يستر.