يشترك المسلمون واليهود، ضمن قضايا كثيرة اخرى، في الاهتمام بختان الذكور، وكراهيتهم الشديدة لكل ما يمت للخنزير بصلة، اسماً وشكلاً وموضوعاً.
لهذا السبب، ولاعتماد قطاعات كبيرة من الشعب الهولندي على تربية، وبيع الخنازير، ومن منطلق الفضول العلمي، قضت الباحثة الهولندية الشابة Christien Meindertsma ثلاث سنوات في البحث عما يحدث للخنزير بعد ذبحه، وفي هولندا بالذات، حيث يبلغ إنتاج المملكة السنوي 12 مليون خنزير. واكتشفت أن لحمه وجلده وشعره وأعضاءه الداخلية وعظامه تدخل في صناعة وإنتاج مئات المواد والمصنوعات، وربما يكون الخنزير الحيوان الوحيد الذي تتم الاستفادة منه بشكل كامل، حتى آخر نقطة دم، أو قطعة جلد أو عظم.
وضعت كرستيانا ما توصلت له من معلومات طريفة وجديدة في كتاب يتضمن صوراً وشروحاً في غاية الغرابة، وغير معروفة حتى لمربي الماشية والمتاجرين بمنتجات الخنزير، وغالبية تلك المعلومات لم يعلم بها أحد من قبل. وذكرت أنها جمعت المعلومات من خلال الاتصال الشخصي أو الكتابة لمجموعة كبيرة من مشتري منتجات الخنزير في مختلف دول العالم.
ورد في كتاب كريستيان «الموسوعي» أن منتجات الخنزير تدخل في صنع القوالب الفولاذية، التي تستخدم في كبس وصناعة أوعية وحاويات الألمنيوم، التي تستخدم غالبا في حفظ الأطعمة. كما تدخل منتجات الخنزير تقريبا في كل ما نستخدمه في الحمام من صابون وشامبو وكوندشنر، وكريمات مقاومة التجاعيد، ولوشن ترطيب الجلد، ومعاجين الأسنان، وصبغ الأظافر، وغير ذلك الكثير.
كما تستخدم منتجات الخنزير في كل أنواع الحلويات وبالذات الشيزكيك، والشوكولاتة والتريماسو، وما ادراك ما التريماسو. كما يخلط مستخلص بروتينات الخنزير في عجينة أنواع كثيرة من الخبز. كما يدخل في صناعة الزبدة، وبالذات قليلة الدسم.
وفي صناعة البناء يدخل في منتجات الطابوق الصلب والخفيف، وفي صناعات الخزف الصيني، وفي إنتاج افضل أنواع الدهانات الصناعية وفراشي الدهان، التي تستعمل في مختلف الاستخدامات. كما يدخل في صناعة الصمغ، والبيرة وحتى النبيذ. كما تدخل منتجات الخنزير في إنتاج الهيموغلوبين، المستخلص من دم الخنزير، في صناعة فلاتر السجائر، وجعلها اقل ضررا. والطريف أن المادة الأساسية في تركيبة الكولاجين، المستخدم في كل عمليات تجميل النساء، وبالذات اللبنانيات والخليجيات، وتلقى إقبالا منقطع النظير. ولكونه يتواءم مع جنس الإنسان، مستخلص من منتجات الخنزير، ولأن الجسم يتقبلها، ولا يرفضها، فإنها تستخدم بشكل واسع في عمليات جراحة القلب، وغيرها من العمليات.
واكتشفت الباحثة أن مصانع الاسلحة تستفيد من منتجات الخنزير في صناعة طلقات الرصاص، كما يصنع مما يتبقى من الخنزير في إنتاج الطاقة المتجددة Renewable energy.
وقالت الباحثة كريستيان انها قامت ببحثها ليس فقط من منطلق اهتمام وطنها بالخنزير، بل ولكي تبين للآخرين ما يدخل من منتجات حيوانية، ومن الخنزير بالذات، في استخداماتهم اليومية من مواد، وما يقومون باستهلاكه من أطعمة. وبالتالي قمنا بكتابة هذا المقال لتحذير من يهمه الأمر، ولا ادري أين المفر!