البعض يرى ان كثرة المرشحين الشباب ظاهرة حميدة، وانا اوافق بشدة فالكويت مجتمع شاب تمثل هذه الشريحة أكثر من 60% من التركيبة السكانية الحالية، استناداً للمادة السادسة من الدستور التي تقول بأن «الأمة مصدر السلطات جميعاً» منطقياً نستطيع القول بأن «الشباب هم الأمه وهم مصدر السلطات جميعاً» او من المفترض ان يكونوا كذلك.
ضمور الدور الشبابي وغيابه عن الساحة السياسية في السنوات الأخيرة يعود لسببين رئيسيين اولاً: اليأس الذي بلغ ذروته من الأحوال السياسية البائسة، ثانياً: الترويج الهائل لفكرة ان العمل السياسي ما هو الا مضيعة وقت والنداء للإصلاح ما هو الا الصراخ في وادي الخواء وتداعياته وخيمة.
وجود شباب واعي ومهتم في القضايا السياسية والمجتمعية يشكل دعم لكل حكومة تتبنى سياسة الاصلاح والبناء، كما ان هذا الشباب يُعد مصدر قلق لأي حكومة غارقه بالفساد وتنتهج سياسات القمع وكتم الافواه.
رموز الفساد وقصيري النظر هم فقط من بدأ يستشعر خطورة بزوغ نجم التيار الشبابي وعودته للساحة السياسية مدججين بأسلحة الفكر والرغبة الجامحة في التغيير و وضع حد للفساد المالي والسياسي والاداري الذي نخر في مؤسسات الدولة واغرقها في بحر الظلمات.
كلمة الأمل لا تنم عن واقع، لذا سأستخدم «بصيص الأمل» وهو مُنعقد على هؤلاء الشباب وغيرهم من السياسيين الذين عرف عنهم التصلب بمواقفهم اتجاه قضايا الحق وفي وجه رؤوس الفساد، فالمرحلة القادمة بتحدياتها الجمّة تتطلب وجود شباب اصحاب طرح وطني واعي ومواقف لا تخذل أمة الشباب، «بصيص الأمل» يشّع من آخر النفق فلنتفاءل قليلاً.