أثناء الحوارات التي تتسم بالتعصب تظهر حقيقة «الأنا» وسريعا ما تفوح منها رائحة العنصرية النتنة خاصة ممن يعتقدون أنهم شعب الله المختار، فلو جاء الحديث عن العدالة ولم يقدموا الحجج على واقع الظلم تجدهم ينتفضون بأسئلة قبيحة.
•من انتم حتى تتقلدوا المناصب؟! من انت حتى تأتي وتتجرأ لتطلب القرب مني؟! من انتم حتى نصوت لكم؟! من انت حتى تجلس وتتبادل الحديث معي؟! من انتم حتى يكون لكم رأي معنا؟! من انت.. من انتم؟!
٭ هي احدى بوابات الفساد في عالمنا الصغير وهي واقع، ولن نتغير حتى تتغير هذه المفاهيم العنصرية وإن كانت هذه العنصرية غير ظاهرة للعلن لكنها بواقع الحال موجودة لدى البعض ممن يرون أنفسهم نبلاء!
٭ يعد التمييز العنصري من اقبح اللوحات التي ترسمها ريشة بعض العقول التعيسة المتخلفة، حتى وإن كانت ملامحها غير واضحة أحيانا على وجه الساحة الاجتماعية بسبب تشريعات فرضتها الدولة المدنية، الا أنه سريعا ما يظهر هذا الوجه القبيح في مواقف الافتخار الفوضوية والتي من شأنها ان تكشف قناع كل عنصري متكبر خاصة الذي لا يرى الناس بعين الإنسانية ولا يفقه أن الإنسان نظير لأخيه الإنسان بالخلق، وان العدالة هي أساس الحياة والملك، وللأسف إن البعض لازال يمارس هذه الصفة بكل وقاحة وفخر نتيجة محيط بيئي متكبر.
التمييز العنصري لا يقتصر على احتقار اللون أو العرق أو الدين أو الفقر وغيرها من أمور الكل يعرفها لكنه يكمن في قبح الأفضلية التي مارسها الشيطان عندما تكبر ورفض أمر الله، وأبى أن يسجد لآدم، تحت ذريعة انه افضل من آدم، بينما هذا التمييز تطور مع تطور الحياة في بعض المجتمعات التي تعتقد بأفضليتها على الآخرين.
على سبيل المثال، من نظريات التمييز القبيحة التي نراها دائما، توريث الوظائف الحساسة والمناصب القيادية لأبناء المسؤولين والمتنفذين والى من يفترض بهم انهم ممثلو الأمة وكأنها ممتلكات خاصة بهم ضاربين بكل معاني الحقوق المتمثلة بـ «الشخص المناسب في المكان المناسب» عرض الحائط، وغيرها من أمور أخرى والقياس على ذلك واضح كالشمس في وضح النهار.
وهذه بمنزلة مأساة ومعاناة غير قابلة للقسمة وتعد وسيلة هدم للدولة المدنية، تستخدم من قبل فاسدين خاصة العنصريين منهم بمشاركة مجتمعية غير منصفة.