المجلس السابق هو الأسوء بتاريخ الكويت على الاطلاق.لعل مفارقة تاريخية تؤكد لنا ذلك،-أتفهم- جيداً ان يكون هناك موجة غضب شعبي على اداء المجلس المنحل،و-أتقبل-ان يركب هذه الموجة عدد من المرشحين الجدد للأنتخابات بطرح برامج انتخابية تستند على استنكار بأشد العبارات اداء المجلس المنحل،مالا اتفهمه ولا اتقبله هو ان حتى اعضاء المجلس السابق يركبو مع الراكبين فوق هذه الموجة بأستنكار اداء مجلسهم،هذه هي المفارقة التاريخية، فالذين شاركو بأقرار قوانين كتم الافواه وحجر الأفكار كقانون الاعلام الالكتروني، ومن انضمو للشياطين في حفلة الخرس عن قضايا الحق،نجدهم اليوم هم حضرتهم يستنكرون مواقف مجلس حضرتهم في مشهد تتجلى فيه “الشيزوفينيا” السياسية في أبهى صورها.
حدثني صديق عن قصة توظيفه في احدى المؤسسات الحكوميه وعن العناء طويل مابين طوابير الانتظار في ديوان الخدمه ومابين الركض خلف اعلان هذه المؤسسة او تلك للتوظيف والذي كان الرفض قدره في جميعها على الرغم من انه مطابق لكل الشروط،آثر الصديق ان يرضخ لما كان يرفضه من حيث المبدأ بعد هذا العناء،وقرر ان يتصل بأحد نواب المجلس المنحل وفعلاً وجد امامه مارد يسأله “وين تبي تتوظف؟” ما ان اعلن الصديق عن رغبته في احدى الوزارات اعطاه النائب رقم احد مفاتيحه ليتواصل معه، استمرت المعاناة مع الصديق من الانتظار في طوابير ديوان الخدمه الى معاناة الركض خلف المفتاح الانتخابي للنائب،استمر تواصله مع المفتاح شهرين متواصلين مابين عدم رد المفتاح على اتصاله وبين ان يرد بقول “النائب مشغول انتظر لي الاسبوع الجاي” ومابين ان يتم اغلاق الاتصال،وبعد كل هذا اتصل عليه المفتاح مبشراً “تقدر باجر تباشر عملك في الوزارة باجر ولا تنسونا في الانتخابات” نعم قال في الانتخابات وليس الدعاء.
بعد حل المجلس قابلت هذا الصديق في احد الدوواين،ووجهت له سؤال هل راح تصوت لمن وظفك؟ فكان جوابه لا طبعاً،مرحلة الاذلال التي تعرضت لها حتى اتوظف لم تكن سهلة ،لايمكن ان اجعل من هذا النائب وامثاله ان يعودو اعضاءً للمجلس مجدداً،فبعد ان تخلت الدولة عن دورها الذي يحتم عليها بتوظيفي وجعلتني ألجأ خاضعاً لنائب يقوم بدور الدولة بمقابل ان يتخلى عن دوره الرقابي والتشريعي،فهذا ما أصفه بالاذلال المتعمد لي وللبقية.وهذا ما يجب ان يتغير.
بهذا الوعي والشعور بالمسؤولية الذي استشرى في القوى الشعبية لاسيما الشبابية منها، المناخ العام يقودنا للقول بأن نحن بصدد نسبة تغيير قد تكون الاعلى بتاريخ مجالس الأمة من حيث التركيبة القادمة،على الرغم من ايماني التام بأن نظام الصوت الواحد لا يعبر عن ارادة الأمة،ولكنها رسالة يجب ان تقرأ وهناك تغيير في طريقة التفكير يجب ان يُرصد،(يقظة) الناس لدورهم السياسي الحقيقي،هو المكتسب من المجلس السابق.
لا عزاء لمن تخلو عن دورهم النبيل في الدفاع على مكتسبات الشعب الكويتي وحرياته،وارتأو ان يكونو “مناديب”،فإنا غداً لناظره قريب.