بعد جريمة «داعش» التي ذهب ضحيتها دون ذنب أو جريرة 21 مواطنا مصريا بريئا، أصبح لزاما على كل العرب أن يصبحوا اليوم مصريين حتى تنتقم مصر والعرب مما حدث عبر تحريك جيوشهم «وإلا فما فائدتها؟» ضد الميليشيات المسلحة التي باتت تنحر الأمة العربية من الوريد الى الوريد ولم يعد هناك سوى خيار واحد، إما الإرهاب أو نحن.
وهناك سؤالان يطرحان على هامش عملية النحر على ساحل البحر، أولهما: ما فائدة تلك العملية لـ«داعش» واتباعها ومناصريها غير أنها تشوه سمعة الإسلام وتدفع 90 مليون مصري على حدودها لعدائها ومحاربتها؟ ولن تضر العملية البشعة بالوحدة الوطنية المصرية بل ستعززها تكرارا لما حدث في الأردن، والسؤال الثاني واضح ان فريق النحر وقائده وفريق التصوير والمصورين والمخرج والكاميرات المتقدمة والرافعات الضخمة لم يصلوا مشيا على الاقدام من صحراء الشام الى الصحراء الليبية، فمن اي المطارات أقلعت طائراتهم؟
وبهذه العملية تواصل «داعش» لعب الدور المدمر للقاعدة في الإساءة الى المسلمين مع أحد اقرب المذاهب الدينية، لهم ونعني المذهب الأرثوذكسي الذي يتبعه أقباط مصر، فقد كانت هناك علاقة متميزة بين العرب المسلمين والأرثوذكس العرب والروس واليوغسلاف واليونانيين والقبارصة وغيرهم، وقد عملت القاعدة على تدمير العلاقة الحميمة فيما قامت به في افغانستان والشيشان وكوسوفو.. الخ، وأكمل تنظيما القاعدة وداعش جرائمهما ضد أتباع شعوب الدول البروتستانتية والكاثوليكية والهندوسية والبوذية ومثلها الجرائم ضد الأديان القديمة والمذاهب الشريكة في الأوطان العربية، فهل لا يزال هناك من يشك في الدوافع الشريرة للقاعدة وداعش ومن يتبعهما؟!
إن الحل الجذري الذي يقضي على مثل تلك الحوادث ومن يقف خلفها هو استخدام الجيش المصري والخليجي والعربي للدخول الى ليبيا وهي ارض صحراوية لا تستطيع المنظمات الارهابية ان تختبئ فيها، بالتعاون مع الحكومة الشرعية الليبية وجيش اللواء خليفة حفتر وستختفي تلك المنظمات الإرهابية سريعا، لأن كثيرا من مناصريها وداعميها انضموا إليها للتكسب ولو شعروا بجدية مقاومتها لانصرفوا عنها.
آخر محطة: العزاء الحار للشعب المصري الشقيق ولأهالي الضحايا المفجوعين لمصابهم الجلل ونتمنى ان نسمع بمبادرة خليجية للتكفل بالعيش الكريم لأسرهم المفجوعة والتي يمكن ان تتم بأكثر من طريقة.