مع ألف سلامة يا زمن التخلف والبدائية. مع ألف وثمانمئة سلامة. سنرمي خلفك سبع حصوات سمان – خلاص – نحن الآن في عهد الوزير يعقوب الصانع، عهد التطور والتقدم و”التوماتيكي”. يعقوب هو الذي طبع لنا المصحف الشريف، وسجل اسمه عليه، كي تتذكره الأجيال. ولولاه لكنا ما زلنا نقرأ المصحف منقوشاً على جدران الكهوف، والمعادن، وجريد النخل، وورق البردي… يا ما أنت كريم يا رب.
والتاريخ لا يمتدح إلا العظماء. ويعقوب عظيم. وكما بدأ يوشكا فيشر، وزير خارجية ألمانيا السابق ذو الشعبية الجارفة والنظريات الدبلوماسية العميقة، حياته السياسية بقيادة سيارة تاكسي، وكما بدأ المرحوم رفيق الحريري حياته السياسية والتجارية مصححاً في مجلة الصياد، كذلك بدأ العظيم يعقوب الصانع حياته قريباً من السيد محمد جويهل. ومن خلال جويهل عرفناه، وعرفته السلطة، فطالبَ بإعدام بعض المتظاهرين الغاضبين من فساد السلطة، فأحبته السلطة واحتضنته، وولته وزارتي العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية، فوافق على مضض، وقيل بل على ططط.
وها هو يعقوب ينتشلنا من القاع، مرة أخرى، وينتقل بنا إلى عصر التكنولوجيا، ويبشرنا باختراعه الجديد، ويقرر وضع السوار الإلكتروني على معصم كل حاج من الكويت. وقد يقول قائل: “هذا طلب من الحكومة السعودية، يُلزم به كل حاج، وليس من يعقوب”، ولهذا القائل نقول: نحن والسعوديون الجيب واحد. ثم يا عزيزي تذكر أن الحجاج، في عهد يعقوب، يذهبون إلى مكة المكرمة بالسيارات، بعد أن كانوا يذهبون بقوافل الجمال. وتذكر أن الحجاج في عهد يعقوب الصانع لم يعودوا يشربون الماء من الآبار القليلة المتفرقة في أنحاء نجد، بل أصبح هناك شيء اسمه علب المياه المعدنية، يضعها الحاج في حقيبته، ولله الحمد، بفضل جهود الوزير العظيم يعقوب الصانع واختراعاته.
هذا اليعقوب مجدد، لا شك. وإنجازاته واختراعاته وعطاءاته لا حد لها ولا عد. ولا أدري مَن نحن مِن دونه، ولا كيف تكون الكويت من دونه؟! ولكل زمان دولة ورجالُ، ويعقوب أحد أبرز رجال هذا الزمان الجميل. رحمتك يا رب.