* رحمة الله عليك «يا والدي».. لا أعلم كيف أخبرك بثقل احزاني التي تراكمت وتجسدت ليلة رحيلك الى الباري عز وجل في العاشر من يوليو ٢٠١٦، ولا اعتراض على أمر الله سبحانه، فالموت حق، والبقاء لله وحده.
* بعد رحيلك يا والدي.. تحول نبضي الى حسرات مؤلمة، وفي جسدي تنتفض أوجاعي بأصوات «اه واااهات» وفي عيني يا والدي انحسرت لوحة حياتك المشرفة والمضيئة بألوان التقوى والايمان وحسن الخلق، وفي كل اللحظات تخطفني العبرات وتقتلني الذكريات.
* فماذا أكتب وأي حروف أسطر في رثائك؟! فكل السطور بعد رحيلك لا تعني شيئا أمام طيبتك ومقامك وحسن اخلاقك وحكمتك ودروسك ونصائحك التي توقفت مع توقف دقات قلبك، ليتني أستطيع تدوين سطور رثائك في اوجاعي ودموعي، ويكون الصبر حينها رفيقي ليخفف عني احزاني وواقع الوداع الذي به ارى جروحي.
* يا والدي.. كيف حال البيت بعد الرحيل؟! فما عاد للصبح والليل طعم من دونك.. نعم فمكانك اهتزت أركانه برحيلك، هل تعلم انني في كل زاوية في بيتنا أتذكر وجودك وتحركاتك وأسمع حديثك؟ يا والدي.. كل أشيائك تبكيني فكنت نعمة الأب ونعمة الصيت.
* أتذكر يا والدي عندما تُقيم الليل وتصلي الفجر، وتنصحني بنصائح ثمينة.. «يا ولدي كن مع الله يكن معك، يا ولدي لا تقترب لطريق الحرام، يا ولدي ساعد المحتاجين، وخلك عونا لربعك وجماعتك، يا ولدي دائماً توكل على الله، يا ولدي لا تؤخر صلاتك، يا ولدي حب وطنك وعزه فهو عزكم، يا ولدي لا تكره او تحسد أحداً فاعلم ان الارزاق بيد الله، يا ولدي دعواتك اجعلها للكل ولا تنس احدا، يا ولدي عامل الناس معاملة طيبة فإن الدنيا فانية، يا ولدي أحسن لمن أساء إليك، يا ولدي لا تستغيب احد، ولا تتعرض وتتحدث في اعراض الناس، واستر على الناس، الله يستر عليك، يا ولدي الله يحميك ويرزقك».
* جُمل ومعاني انسانية كثيرة لا تعد ولا تحصى تدعو للاخلاق والطيب، رحمك الله يا والدي العزيز، كنت لي كل شيء، فلم اجد منك طوال حياتي إلا كل خير فكنت خير الأب، ونسأل الله ان يصبرنا على فراقك، وان يرزقك ويسكنك جنة الفردوس.