قمة عربية جديدة واستثنائية كالعادة، فكل شؤون العرب أصبحت استثنائية، ما يحدث في سورية واليمن والعراق وليبيا والصومال والسودان ولبنان، دليل على ذلك.
لم تخل الجامعة العربية منذ نشأتها من الصراعات العربية، بدءا من صراع الثوريين والملكيات، وصراع التطبيع والممانعة، والانشقاق العربي حول الاحتلال الصدامي للكويت، وصولا الي وقتنا الحالي والذي يعتبر الأسوأ على الاطلاق.
للمرة الأولى تحتل قضية الحرب ضد الارهاب الصدارة بين فقرات البيان الختامي للقمة العربية، متفوقة على قضية العرب المركزية «القضية الفلسطينية»، بعد ان اصبح الإرهاب بشقيه المتمثلين في داعش وتفريعاتها وحزب الله واتباعه المصدر الرئيسي من مصادر تهديد الأمن القومي العربي.
باختصار شديد، أهم ما جاء في بيان القمة العربية هو «الإرهاب والتدخلات الإيرانية».
فالتدخلات الإيرانية في المنطقة العربية واضحة جدا ولا يمكن تجاهلها، هناك أحكام قضائية نهائية في جرائم ارهابية ارتكبت في الكويت والبحرين والسعودية وتثبت تبعية مرتكبيها مع ايران.
إيران من ترسل جنرالاتها وجنودها ومتطوعين للقتال مع نظام بشار ضد شعبه.
ايران من تتحكم في العملية السياسية في العراق بشهادة كبار السياسيين العراقيين.
ايران من تقف مع الحوثيين «فصيل صغير» ضد الشعب اليمني وحكومته الشرعية المعترف بهاعربيا ودوليا.
ايران وحزبها في لبنان «حزب الله» من يقفان ضد انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يعمل على استقرار لبنان وحياديته.
اذا كانت علاقة ايران مع حزب الله الإرهابي «كالزواج المعلن» بصرح بها امين حزب الله في لبنان في حديثه عن الدعم المادي والمعنوي الإيراني للحزب وتبعية للمرشد الإيراني.
فإن علاقة ايران مع القاعدة سرية ومؤقته «كزواج المتعة»، حيث تتقاطع مصالحهما معا بشكل مؤقت، فأغلب قيادات القاعدة مقيمون في ايران ويخططون لعملياته الإرهابية ويمولونها، ويكفي الاعلان الأميركي الأخير عن العقوبات ضد ثلاث من قيادات القاعدة المقيمين في ايران.
ختاما – بالرغم تأكيد البيان الختامي للقمة العربية على «رفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، بصفة خاصة التدخلات الإيرانية التي من شأنها تهديد الأمن القومي العربي»، نجد ان من بين الحضور العربي من يعتبر ايران حليفا استراتيجيا.
الخلاصة: اختلاف العرب في رؤيتهم للقضايا الرئيسية، كالارهاب والتدخلات الخارجية يعطل الجامعة العربية ويساعد على إنشاء تحالفات جديدة في المنطقة أكثر فاعلية.