في بدايات «لوياك»، كادت فكرة تأسيسها، الرائدة وغير المسبوقة، أن تتعثر وتتوقف نهائيا، بسبب قلة الدعمين المادي والمعنوي، فقد كانت مواردها شحيحة، وبحاجة ماسة إلى مقر مناسب، وغير مكلف، وجاءت المبادرة من الشيخة أمل صباح السالم، التي عرضت قيام «لوياك» باستخدام جزء من بيت لوذان، كمقرٍ لها، وهو البيت الذي سبق ان لاذت به مجموعات شبابية اخرى، والذي تعود ملكيته الى ورثة الأمير الراحل صباح السالم. وتقديرا لمبادرة الشيخة أمل، قام مؤسسو لوياك، وهو الاسم الذي عرفت به تاليا، باشتقاق اسمها الحالي من الاسم الإنكليزي لـ«مركز لوذان لإنجازات الشباب» Lothan Youth Achievement Center، أي لوياك LoYACK، وتعيين الشيخة أمل رئيساً فخرياً لمجلس الإدارة. لكن في مرحلة تالية، أصبح استمرار «لوياك» في بيت لوذان صعبا، مما دفع إدارتها للبحث عن مكان آخر، وجاء الفرج على يد الصديقين يوسف الجاسم، الذي قام بإجراء مقابلة مع السيدة فارعة السقاف، مؤسسة لوياك، وأوصل صوتها ومعاناتها للحكومة، وجاءت المقابلة في يوم تعيين المهندس علي اليوحة في منصب أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي قام بأخذ زمام المبادرة، من منطلق إيمانه برسالة لوياك، وسعى، ونجح في انتقال لوياك إلى مقرها الحالي في مبنى المدرسة القبلية، شريطة تعهد الإدارة بالمحافظة على مبنى المدرسة كأحد معالم تاريخ التعليم في الكويت. لم يكن المبنى ولا يزال مناسبا، لكنه كان افضل من لا شيء، وبالتالي تسعى «لوياك» جاهدة للحصول على مبنى أكثر ملاءمة لنشاطاتها المتزايدة والمتنوعة.
من كل ما سبق نرى أن الحكومة كانت حتى الآن مؤمنة برسالة لوياك ودورها النهضوي، وبالتالي لم تنسَ دعمها ماديا، وإلى حد ما معنويا. فلوياك بحاجة ماسة بالفعل الى مبنى متخصص يخدم أنشطتها المتنوعة، ولمواجهة الطلب المتزايد، من مختلف الفئات العمرية، ومن الجنسين، على الالتحاق ببرامجها الثقافية والتعليمية والتدريبية الهادفة.
نعود ونقول إن «لوياك» ليست مشروعاً تجارياً، ولا فكرة تغريبية أو غريبة، بل مشروعاً إنسانياً رائعاً وسامياً، يهدف إلى تحقيق هدف مهم، ضمن اهداف مهمة وعامة كثيرة، وهو إبعاد الشباب، ليس فقط عن الخطير من الأفكار والأنشطة المتطرفة، بل وأيضا صقل مواهبهم، وتحضيرهم للدخول في معترك الحياة من منطلق قوة وثقة بالنفس.
إن المطالبين بوقف أنشطة «لوياك» إما جهلة بأدوارها الأمنية والوطنية والتثقيفية والتعليمية والنفسية، أو أنهم يعلمون بحقيقة أنشطتها، ومدى خطورتها على أجندتهم، ولا مع العتيق والمتخلف من أفكارهم.
إن «لوياك» بحاجة فعلا إلى تفهم قطاعات كبيرة من المواطنين لحقيقة دورها الرائد، وحجم العبء الذي رضيت إدارتها بتحمله خدمة لهذا الوطن وشبابه، عماد نهضة الدولة ومستقبلها. ومن هذا المنطلق فإنها تستحق منا المحافظة عليها ودعمها بكل الوسائل.