أنا اعتزلت الغرام… ستغنيها اليوم حسينة الوجه والقوام ماجدة الرومي لتستمطر سماء الكويت التي اعتزلت غيوم السماء إحداثياتها ولو ليوم عابر، فهل ستهل البركات بعدها أو خلالها… الله أعلم.
مساء اليوم ستستعيد الكويت شيئا من رونقها القديم عندما عادت لتدخل من باب الفن الجميل الذي هذب لأعوام مضت أذواق وآذان أجيال لم تعرف غير التسامح وسعة الصدر والأفق، الكويت اليوم سترسو مع ماجدة على ضفاف ميناء سلام ومحبة وسط جمهور باسم لن يعرف العبوس ما دام جالساً يستمع للصوت الحالم.
ممن تخاف هذه الكويت؟ وأي قيد يمنعها من الفرح؟ أمن المطر الأسود أم من أسلوب حياة قاتمة وافدة هزمتنا داخل مملكتنا بعد أن كنا أهل الفن والطرب والمسرح والتجارة والرياضة والعلم والثقافة؟ كم نحن بؤساء، إذ نفرح ليوم عابر ستصدح فيه ماجدة الرومي، وكان يومها اليوم معنا هو الأخير، فهل نضبت أفراحنا قبل نضوب موردنا الوحيد… النفط؟
أين تلك الوعود بكويت أكثر انفتاحا وألواناً: “تُسمعني حين تراقصني كلمات ليست كالكلمات”!!! ونحن لا نرى سوى نشاط محموم لإحكام القبضة على كل شيء يتحرك خارج المنهج، خارج النص المكتوب، خارج الزمن الذي يكتب بأقلام التملق فوق رمال ستغمرها مياه المد لا محالة.
الكويت تختنق من “ضيق التحسس” من الجديد والمبتكر، ومن عقارب الساعة، وتساقط أوراق “رزنامة العجيري”، فلا واسطة تنفع مع الزمن، لا بالتوقف، ولا بالإعادة، ولا بالقفز إلى الأمام، لا بد من مسايرة الوقت والتكيف معه، وكم كنا في عيشة رغيدة عندما سابقنا الزمن ببعد الرؤية ونفاذ البصيرة، فما إن حلت مفاجأة غير سعيدة حتى كنا لها بالمرصاد متسلحين بالعدة والعتاد.
لقد قلتها مرارا وأعيدها بلا ملل، كنا نعرف الطريق ولا أسهل من العودة إلى آخر نقطة مضيئة توقفنا عندها لنبدأ من جديد؟ “فلماذا تهتم بشكلي ولا تدرك عقلي” و”لماذا تنسى حين تلقاني نصف الكلام”، في الختام كن صديقي أحسن لي ولك.