بدأ يطفو فوق الأسطح خلاف ما بين رموز في الساحة السياسية، حول المقاطعة وجدواها اولاً، ثم المشاركة من عدمها في الانتخابات البرلمانية القادمة ٢٠١٧، يتمثل هذا الخلاف بين العم احمد الخطيب والعم احمد السعدون، فيما يعتقد الأول بضرورة المشاركة وأن لا تُقدم الكويت على طبق من ذهب للفاسدين على حد قوله، بينما بوعبدالعزيز يرى ان المفسدين هم من جلبو هذا الوضع الحرج للبلاد اليوم ويجب ان يتحملوا عواقبه لوحدهم فالمقاطعة مسألة مبدأ على حد قوله.
التصوير الحقيقي لهذا الخلاف بين الرمزين يتضح لنا في ما ذكره العم السعدون، فالمسألة بنسبة له مسألة مبدأ بينما بالنسبة للدكتور احمد الخطيب هو موقف، ارى ان التشخيص السليم لهذا الخلاف يكون بسؤال: هل المقاطعة موقف ام مبدأ؟
معظم القوى السياسية اعلنت مقاطعة انتخابات المجلس المبطل الثاني لشبهتين الأولى دستورية والثانية دعونا نطلق عليها سياسية تتمثل بأنه السلطة التشريعية دورها رقابي على السلطة التنفيذية، فهل من المنطق ان تصدر السلطة التنفيذية قراراً يتعلق بمن يُراقب اعمالها، وأين هي «الضرورة» لإصدار مرسوم ضرورة آنذاك؟
بعد حكم المحكمة الدستورية بشرعنة منظومة الصوت الواحد زالت الشبهة القانونية للمرسوم، وأعلنت تيارات مشاركاتها امتثالاً لحكم الدستورية، فيما آثرت البقية استمرار المقاطعة دون حل يُذكر باستثناء اقامة ندوات خاوية وتجمعات حضرها اعداد اقل مايُقال عنها بسيطة.
المشاركة في الانتخابات لا تعني قبول الوضع الراهن ولكن المشاركة هي وسيلة اخرى للاعتراض مثلها مثل المقاطعة فاذا فقدت الأخيرة جدواها فلابد النظر للخيارات البديلة.
من شارك قدم حل للاعتراض، ولكن من يقاطع ما هو الحل بنظره؟ وان كان هناك حل اين هو لم يظهر لنراه تحت اشعة الشمس طوال الاربع سنوات الماضية؟
مقاطعة الانتخابات القادمة تعني تنازل عن حق وبتالي السير منفرداً وصياح في وادي الخواء الى مالا نهاية.
* احترام قرارات المحكمة واجب ولكنها لا تغير قناعات، ما يغير القناعات هي الحجة والمنطق، فلذلك يجب ان تنسجم القوانين مع المنطق العام.
* مجلس ٨١ تتشابه معطياته مع معطيات اليوم تتمثل بتغيير النظام الانتخابي من ١٠ دوائر الى ٢٥ دائره الا انه ما يختلف هو انه القوى الوطنية كانت تعلم بوجود نية لتنقيح الدستور فشاركت وتصدت لمشروع التنقيح وكان على رأسها العم السعدون، فهذا يثبت لنا انه المقاطعة موقف يتغير بحسب المعطيات وليس مبدأ باقي عبر الازمان.
* يُشكل وجود هاذين الرمزين او «الأحمدين» (اللهم امّد بأعمارهم) بيننا اليوم بتجاربهم الواسعة وحنكتهم السياسية، اثراء للشباب وذلك بترسيخ ثقافة الاختلاف والفصل بين العلاقات الشخصية والاجتماعية عن السياسية وهذا ما يفتقره شباب اليوم وجُل السياسيين.