عندما نريد أن نصف شيئا ما ونبين الفرق بين عملين يقوم بهما شخصان مختلفان فإننا نقول عمن يتقنه «شوف الشغل على أصوله» فلكل فعل أصول متعارف عليها، فهناك من يحاول أن يقوم بها ويحاول إتقانها، وهناك من يفعله «على أصوله» وكأنه هو من اخترعه.
وأشهر وأكثر ما نفعله في الكويت هو الحسد، فهناك من يحسدك لمجرد نجاحك لأنه لم يستطع النجاح فيما قمت به، وهذا أمر يعرفه كل مسؤول ناجح سواء كان كبيرا أو صغيرا، فليس هناك فرق في الحسد فجميعهم متشابهون في الوسيلة والهدف.
هناك فرق كبير بين الغبطة والحسد والنحاسة، فالغبطة هي أن تتمنى أن يكون لك مثل ما لغيرك، وهذا حق مشروع، والحسد أن يكون عندك ما عند غيرك ولكنك تتمنى زوال ما عندهم حتى لا يصبحوا مثلك، أما الأخطر فهو النحاسة وهي أن ترفض أن يكون عند غيرك مثل ما يكون لديك وتسعى بشتى الطرق لأن تحرمهم مما هو حق لهم وقد يصل بك الأمر أن تحرم نفسك معهم.
يقول الشاعر «وظلم ذوي القربى أشد مضاضة * على المرء من قع الحسام المهند» ولو علم الشاعر عن حال النحاسة بين بعض الكويتيين لغير بيت الشعر واصبح «لنحاسة ذوي القربى» فعندما يتناحس «شين» من الناس مع أقرب الناس له ويحاول أن يحرمهم مما هو حق لهم فهذه هي النحاسة على أصولها.
لن أحدد أصول النحاسة الكويتية فالنحيس يعرف نفسه جيدا حتى لو لم اذكر اسمه، فنحن مازلنا نفتخر بأن نحاسة بعضنا على أصولها ولكن سيكفيك أن تجلس في أي ديوان وستسمع أصول النحاسة من خلال ما تسمعه من قصص تجعلك تحمد الله أنك لا تمت بصلة لمن يفتخر بنحاسته، فمن يتناحس مع أهله والقريبين منه فلن يتمنى لك الخير أبدا.
أدام الله أهل الغبطة ولا دام أهل الحسد والنحاسة الذين يمارسونها على أصولها.