تناقلت الصحف خبرا عن طلب موفد إيراني رفيع المستوى، من الكويت، لما تمثل من ثقل سياسي خليجي، اجراء وساطة بينها وبين دول المجلس التعاون الخليجي.
هذا التحول في التعاطي الإيراني في اتجاه دول الخليج له اسبابه. فإيران تعيش مأزقا في سورية بعد الانسحاب الروسي، وتوقيت الاعلان قبيل بداية مفاوضات جنيف، هو رسالة واضحة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بشار وإيران بأن تدخل القوات الروسية ليس إلى ما لا نهاية، ويأتي الاختلاف الروسي مع ايران، باعتبار ان المصالح الروسية يمكن تأمينها من دون وجود بشار على رأس السلطة، اما إيران فتصر على بقائه لأن نفوذها مرتبط بشخصه ولا توجد حاضنة شعبية لها.
وكذلك في العراق، فالمتابع للتظاهرات التي يقودها مقتدى الصدر ضد ما أسماهم «الفاسدين»، تتحرك بشعار إصلاحي لكن جوهرها ضرب للنفوذ الإيراني وليس صدفة ان جميع من ينتقدهم التيار الصدري، هم حلفاء إيران في العراق!
واما في اليمن، فالانتصارات المتتالية خير دليل على قرب انتهاء المشروع التخريبي وعودة الشرعية على كامل التراب اليمني.
وآخر مسمار في نعش هذا المشروع التخريبي في المنطقة، هو تصنيف ميليشيا «حزب الله»، بأنها منظمة ارهابية وابعاد أنصارها من الخليج، والمتابع للمشهد اللبناني يعرف ما هو الضرر الذي سيلحق بالحزب الارهابي من هذه القرارات.
لذلك العرض الإيراني لا يأتي من رغبة او حرص على التعايش السلمي مع دول الخليج، بل من مأزق وصلت إليه بعد «عاصفة الحزم» التي يقودها «ملك العزم» وتصطف خلفه الغالبية الساحقة من شعوب المنطقة عن اقتناع بأنه حان الوقت لكي تواجه بحزم صناعة التخريب والتدمير والتصدير إلى دولنا العربية والخليجية.
لذلك فإن سبب العرض الإيراني هو للمناورة فقط، وليس رغبة حقيقة، ونسبة قبولها خليجياً، ضعيف جداً.
* عندما سمعت عن المبادرة الإيرانية، لا اعرف لماذا استذكرت المثل اللبناني القائل «اللي يجرب المجرب عقله مخرب»!