لم أؤمن يوما أن أميركا، سوريا أو إيران، منفردة او مجتمعة، تقف خلف فكرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أو تموله، خاصة انه من شبه المستحيل تقريبا إخفاء دور أي من هذه الدول في تمويل أو دعم هذا التنظيم الإرهابي المتعدد الأنشطة.
وقد اصدرت الولايات المتحدة أخيرا قرارا اتهمت فيه تنظيم داعش، بارتكاب جرائم تطهير عرقية ضد الأقليات في سوريا والعراق، وهي المرة الأولى التي تتخذ فيها أميركا هذا الموقف المتشدد من جرائم التطهير منذ 12 عاما تقريبا.
ومعروف أن «داعش» أعدم آلاف المسيحيين بسبب دينهم، واستعبد نساءهم وبناتهم، ومن شبه المستحيل، كما أكد وزير الخارجية الأميركي، رصد كامل الفظائع التي ارتكبها «داعش» في المناطق التي يسيطر عليها. كما ارتكب التنظيم جرائم رهيبة ضد الشيعة في سوريا والعراق، بما يشبه «الإبادة الجماعية»، وهذه الأفعال أقرَّ بها التنظيم، ولم يحاول يوما التستر على إجرامه، والعكس أقرب للصحة، فقد داوم على نشرها والافتخار بها.
ولو افترضنا، كما يحب البعض أن يؤمن، أن اميركا هي التي تقف وراء «داعش»، فما الذي يدعوها منذ أكثر من سنة، لصرف مليارات الدولارات على محاربة قوى التنظيم التي تتخذ المدنيين في الكثير من المدن غطاءً لها. وهل على أميركا ان تضحي بزهرة شبابها لكي نصدق أنها بالفعل تود محاربة التنظيم. وما الذي منع دولنا العنترية من سل السيوف وتكوين جيش «عربي – إسلامي» لمحاربة «داعش»، أم أنها ستكتفي بالعنتريات ومطالبة الدول الأخرى بالمحاربة عنا؟!
ولو كانت سوريا هي التي تقف وراء التنظيم، فلم سمحت له بمد إرهابه للعراق وليبيا وصحراء سيناء وتونس، وتركيا ومن بعدها أوروبا؟ هل اصبحت سوريا فجأة دولة عظمى؟!
أما القول إن إيران هي التي تقف وراء التنظيم فهو قول أكثر سخفا مما سبقه، فقد قضى «داعش» على آلاف الشيعة في العراق، وحربه ضدهم كانت الأقسى، خاصة أنهم، حسب عقيدته، يعتبرهم أكثر شرا وبلاء واستحقاقا للقتل من اليهود والنصارى، وبالتالي خسر الشيعة في سوريا والعراق العدد الأكبر من الضحايا، مقارنة بغيرهم.
ونختم المقال بتساؤل لم يجب عليه أي ممن التقيتهم، ومن سبق أن اتهموا واحدا أو كل الأطراف أعلاه بالوقوف وراء تنظيم داعش، وهو: ما الفائدة التي جنتها هذه الدول الثلاث أو اي منها من قيام «داعش» بنشر إرهابه الدموي في المدن الأوروبية؟! وما هدف كل الأعمال الإرهابية التي قام بها في فرنسا أخيرا؟! وهل نأمل أن يقوم المجرم صلاح عبدالسلام، الرأس المدبر للأعمال الإرهابية التي وقعت في باريس قبل أربعة اشهر وأوقعت أكثر من 130 ضحية، ان يجيب على السؤال؟!
تبقى إسرائيل في قائمة الشكوك، ولا أعرف ما حقيقة دورها هنا؟!.
ملاحظة: قام «متنفذ» باستيراد كم هائل من الشيشة الإلكترونية، التي شاركت الكويت الدول الخليجية الأخرى في التوقيع على قرار منعها، وبالتالي هي متوافرة، وفي مخالفة صريحة لقرار منعها، فمن المسؤول عن هذا التسيب؟!