هناك مواقف معينة سواء جاءت عن طريق عمل او مصادفة، الا أنها سوف تنحت بالذاكرة وتصبح مرجعا لحياتنا العلمية والحياتية، وستتخذ عنوانا رئيسيا في تعاملنا مع الآخرين، على اعتبار ان الحياة مواقف نستفيد منها، ونتعلم منها الدروس في الاخلاق والمحبة والطيبة والتواضع في لقاءاتنا مع الرائعين خاصة اذا كانوا من أهل العلم والخبرة العلمية والحياتية.
هذا ما شعرت به في اول لقاء لي انا وصديقي الإعلامي العزيز ناصر العتيبي مع نائب رئيس أكاديمية الفنون في القاهرة د.عادل يحيى، الذي ابهرني بتواضعه وطيبته وتعامله الراقي مع كل من يلتقي به، خاصة انه ينتهج سياسة الباب المفتوح مع الكل رغم منصبه المتميز، وابتسامته هي الأجمل والتي لا تفارق محياه مادام امامه أشخاص يتحدثون معه، وحتى انصاته كان قمة الذوق، وينصت لكل كلمة أثناء النقاش معه والتي تبعث الراحة والطمأنينة أثناء الحوار حتى وان طال الحوار سيجعلك سعيدا عندما تستمع لطرحه الراقي المتواضع الذي دائما ما يتسم بالهدوء والبساطة الذي يشعرك وكأنك تعرفه منذ سنوات طويلة رغم جلوسك معه للوهلة الأولى.
د.عادل يحيى ما يميزه حسب كلام من التقيت بهم أنه يملك «كاريزما» بالتعامل الرائع الذي يخجل من يلتقي به من شدة كرمه وسعة صدره وصبره.
بصراحة شخصيته إثارة إعجابي، الأمر الذي جعلني أسأل عنه، فلم أجد ألا إجابات ثناء تختصر بإجابة واحدة «ده رجل بمليون رجل في تعامله الإنساني والكل هنا يحبه».
بعد كل ما كتبته عن تعامله وأخلاقه الدمثة فلن أستطيع إعطاءه حقه، فهو أشهر من أن تذكر مواقفه الأصيلة في التفاصيل، والأهم ثم الأهم أنه يعشق الكويت، ويعتبرها بلده الثاني، ودائما ما يستذكر مواقف الكويت وأهل الكويت مع مصر إلى درجة أننا ككويتيين خجلنا من كلماته التي سطرها ثناء وحبا وشكرا للكويت وشعبها.
ورغم إبداعاته الناصعة بالعلم وهي نار على علم في مصر، لا بد ان نذكر جزءا من الجوائز التي حصل عليها، حصل على شهادة وجائزة المخرج المتميز من مهرجان ميونيخ الدولي للأفلام القصيرة، وجائزة لجنة التحكيم من مهرجان الإسماعيلية، والجائزة البرونزية في مهرجان الإسماعيلية عن فيلم «وصية كلب»، وجائزة لجنة التحكيم من المهرجان القومى عن فيلم «قاهرة عناني» وجائزة «محمد شبل» للعمل الأول الروائي «الستارة» وجائزة سعد نديم تقدم للعمل الأول التسجيلي «عبلة» ودرع مهرجان القاهرة السينمائي للمخرج المتميز.
وكان رئيس لجنة التحكيم بمهرجان ساقية الصاوي للأفلام الروائية 2007-2011، ورئيس لجنة التحكيم بمهرجان ساقية الصاوي للأفلام التسجيلية 2007، ورئيس لجان التحكيم بمهرجان كام السينمائي عام 2012.
ومن مؤلفاته ودراساته، الفراغ الفيلمي، والوعي الاجتماعي، والدراما والواقع، وفي نقد الدراما التلفزيونية، ناهيك عن عضويته في المؤتمرات العالمية التي سجلت في عدد كبير من دول العالم.
إعجابي بشخصية هذا الرجل جعلت حروفي تلامس مقالي، لأنه فعلا يستحق هذا الثناء كونه شخصية نادرة تعلمت منها صفات رائعة.. وأخيرا أرد الشكر لك يا د.عادل يحيى في حروفي، كما شكرت الكويت وأهلها أمام الجميع.. أقولك شكرا لك ولمصر الحبيبة.