تزامناً مع سخونة فصل الصيف في الكويت بدأت الأجواء السياسية تشتد سخونة هي الأخرى وعلى الرغم من أن جميع المؤشرات تدل على استمرار المجلس لمدته الدستورية اي الأربعة سنوات (التي قي منهم ما يقارب السنة و ثلاثة شهور) .
لكننا بدأنا نشعر بسخونة الانتخات القادمة من الان ، فالبعض بات يعمل وكأن حملته الانتخابية قد انطلقت فبدأ بالقيام بمهرجانات خطابية ومؤتمرات صحفية ، واعلان المواقف مبكراً لأغلب المواقف الحساسة بالبلد بصوت عالي ، وكأنه يريد ان يثبت وجودة وقوته .
والبعض الاخر (جرء ممن كان مقاطعاً للانتخابات السابقة و يشكك ويطعن بالمشاركين) ، قد اعلن قراره بالترشح للانتخابات القادمة صراحة وبدأ بزيارات مكوكية “للدواوين” ليبرر لقاعدته الإنتخابية (المقاطعة سابقاً) سبب كسره لقرار المقاطعة واتخاذ قرار المشاركة ليكسروا هم ايضاً قرارهم بالمقاطعة وينتخبوه .
كما ان هناك ايضاً (من النواب الحاليين) من بدأ بالقيام ببعض الخطوات التصعيدية و بعض المواقف السياسية البارزة والتي من خلالها يقول لناخبيه انه يسعى لتحقيق ما وعدهم به قبل ٣ سنوات في ايام الانتخابات الماضية حنى لو ام تتحقق .
ولا ننسى من بات يخلق قصص “سرقات العصر” الغير حقيقية وغير موجودة ليظهر وكأنه حامي حمى المال العام والبطل الصنديد المعارض للحكومة بعد ان اصبح ورقة ضائعة بسبب الحكومة .
كما انه بات من الواضح ان هناك تيارات و شخصيات بارزة (مقاطعة) ستخوض الانتخابات القادمة ، لكنها تحتاج لحدوث اي موقف لتحفظ ماء وجهها وتضعه سبباً لمشاركتها ، فأتاها اقتراح النائب أحمد مطيع العازمي (بتغيير النظام الانتخابي الذي يطالب فيه بتغيير التظام الانتخابي بجعل التصويت لصوتين بدل صوت واحد) على طبق من ذهب لتستغله وتضغط لتطبيقة كي يكون لها مبرر صريح للترشح .
ومع هذه السخونة في المشهد السياسي بدأ الجميع يشاهد اشارات واضحة من الان للانتخابات القادمة من ابرزها :
١- سنشاهد ان الحضور الانتخابي سيكون استثنائي ، خصوصاً وان هذه الانتخابات ستكون بعد اتمام هذا المجلس لمدته الدستورية (٤سنوات) ، بعد اكثر من١٠ سنوات من الحل والابطال المتكرره.
٢- سنشاهد انتخابات شديدة على كرسي (رئاسة المجلس) خصوصاً مع ثقل الشخصيات التي تتداول اسماءها بانها ستترشح لهذا المنصب وكثرتها على غير العادة (حيث كانت تنحصر بين شخصين) ، وكلنا نرى والتحالفات والترضيات التي بدأت تفوح رائحتها لكسب الكرسي من الآن .
٣- سنشاهد دخول عدد كبير من المقاطعين للانتخابات مما سيعيد عدد منهم للمشهد السياسي “بقوة” بعد ان قاموا باقصاء انفسهم وابتعادها عن صنع القرار الوطني وهذا ما سينعكس داخل قلة عبدالله السالم من تغيير كبير بأسماء النواب .
٤- نرى وسنساهد اكثر في الايام القادمة تكتيكات حكومية والتي بدأت منذ فترة قصيرة لكسب ولاءات البعض استعداداً للاستحقاق القادم خاصة مع بعض التيارات التي تتغير وتتلون في كل فترة حسب مصلحتها .
كل هذه المؤشرات جيدة بمجملها ، خصوصاً مع قبول شريحة كبيرة من المقاطعين فكرة أن لا خيار للشعب الا بالمشاركة الديمقراطية ، وأن من لديه ما يعارضه لا يستطيع تغييره الا من داخل المجلس على الرغم من كل ما الظروف .
كما اننا نرى ان الأمور تتجه لمصالحة عامة ستدعوا لها الحكومة والمعارضة المبطلة لتعود المعارضة للمشهد السياسي وهذا ما نستشعره من قيام شخصيات بارزة ولها تاريخها البارز كالنائب السابق د.أحمد الخطيب بالدعوة للمشاركة في الانتخابات .
نصيحة :
عند اتخاذك موقف سياسي معين (كمقاطعة الانتخابات) مثلا ، لا تطعن بشريكك بالوطن الذي يخالفك بالرأي والموقف ولاتقطع حبال التواصل معه أياً كان هذا الرأي والموقف ، فانك في يوم من الأيام من المحتمل (بل من المؤكد) ان تغير رأيك او يغير هو رأيه وتضعوا ايديكم بيد بعض ، فبالنهاية مصير البلد برتبط بالجميع .