يشهد العالم العربي مراجعة تامة حول انتشار العنف والارهاب في عالمنا وما هي الاسباب والدوافع التي ادت الى بروز هذه الظاهرة.
أثار الكاتب العربي المقيم في المانيا حامد عبدالصمد في كتابه الصادر حديثا «سقوط العالم الاسلامي» زوبعة من الاحتجاجات من قبل البعض بينما يرى البعض الآخر انه محق فيما طرحه من افكار عن جمود العالم الاسلامي الكتاب الذي صدر في المانيا ونشر ملخص له على وسائل الاتصال الاجتماعي سنتطرق لما طرحه من افكار خاصة بالتعليم واهمية الانفتاح الحضاري.
محطة دويشه فيله D.V طرحت عليه بعض الاسئلة ننقلها للقارئ كما نشرتها وسائل الاتصال الاجتماعي حيث طرحت المحطة السؤال التالي: كتابك به تصور للعديد من مشكلات العالم الاسلامي الذي توقف كما تقول في الكتاب عن الابداع والابتكار واصبح يعيش عالة على العالم، ما المشكلة الرئيسية التي على المسلمين البدء بحلها لكي يتقدموا؟
الاجابة في المقام الاول تنقية العقول من سموم الكراهية لاسيما كراهية الغرب واصلاح التعليم لجعله اداة للمستقبل، والتعليم الآن في مجتمعاتنا الاسلامية هو اداة في يد السلطة لترسيخ الولاء للقائد والدين والتعليم الآن يحرض على كراهية الآخر والابتعاد عنه على التعليم ان يعلم الطلاب كيف يفكرون ويتخذون القرارات بصورة مستقلة لا ان يكونوا مقلدين او امعة غير ان اصلاح التعليم يعني انهاء الديكتاتورية فليس من مصلحة الديكتاتور ان يكون هناك تعليم حديث في بلده، الديكتاتور لايريد اناسا يفكرون بل اناسا يعيشون في ولاء له لأن الناس لو بدؤوا في التفكير فيسألون عن شرعية الحكم واحقيته في الحكم.
وفي سؤال للكاتب شهد الاسلام حضارة وازدهارا سابقا رد قائلا هذه الفترة كانت بين القرن الثامن والحادي عشر العالم الاسلامي ازدهر بسبب انفتاحه على الحضارات الاخرى والتعاون معها، معظم علماء المسلمين الاوائل لم يكونوا عربا بل كانوا مسلمين فرسا او من اصول مسيحية او يهودية اي حدث تلاق بين حضارات مختلفة انشأت حضارة جديدة لها ديناميكية جديدة الآن ننظر للغرب باعتباره كافرا لا نريد ان يكون بيننا وبينه صلة.
لقد فقدت الامة الاسلامية قدرتها على الاستفادة من علوم الآخرين والتعامل بمرونة مع التحديات الحديثة وانعزلت وعزلت الحضارات، هي المرحلة الاخيرة في انهيار اي حضارة لانها تفقد الهواء النقي وتفقد القدرة على التلاحم.
ما طرحه الكاتب حامد عبدالصمد في كتابه «سقوط العالم الاسلامي» صحيح وهو جزء من حركة التنوير العربية التي برزت في الفترة الاخيرة والتي تدعو في مجمل اطروحاتها الى عدم زج الدين في السياسة واهمية الدولة المدنية الديموقراطية التي اساسها الدستور والقانون ودولة المؤسسات بعيدا عن التعصب القبلي والطائفي والقومي والمناطقي.
نختلف مع الكاتب حول تركيزه على الانظمة العربية فالمشكلة في الوطن العربي عامة تشمل مؤسسات المجتمع العربي والاحزاب والحركات السياسية والمجتمع العربي الاسلامي الرافض للتغيير والتجديد من خلال التعليم والانفتاح الحضاري.