أقضي اجازة نصف السنة في مدينة بوكت – تايلاند حيث شواطئ الجليد والبحر النظيف والاكل الصحي الذي يتكون من الاسماك والخضراوات والفواكه المتنوعة بعيدا عن اللحوم ومشتقات الحليب.
ما اعجبني في هذا البلد هو شعبه الطيب ومعاملتهم الممتازة لضيوفهم من السواح الاجانب.. فتايلاند تشهد حملة اعلامية من خلال وسائل الاعلام والصحافة يقودها رئيس الوزراء التايلاندي بيروت جانا (Prayut Chan) لمحاربة التلوث من ازدحام المرور وكثرة السيارات لذلك عرض على الشعب بدائل مبتكرة لتخفيف الازدحام واللياقة البدنية، البدائل التي بدأت بها تايلاند الى جانب ركوب القطارات والباصات ووسائل المواصلات الجماعية هو شق طرق جديدة في كل المدن للدراجات الهوائية والمشي، وهي وسيلة رخيصة ونظيفة ومفيدة للانسان والبيئة.
رئيس الوزراء بدأ بنفسه بافتتاح طريقين جديدين للدراجات قاد فيه دراجته بطريق طوله 8 كيلو مترات وتحث الحكومة الناس على ركوب الدراجات او المشي وعدم استعمال السيارات لتخفيف المرور.
بلدية تايلاند بادر المسؤولون فيها بتهيئة الطرق للدراجات في كل مناطق الدولة ويشارك القطاع الخاص البلدية بتحمل تكاليف شق الطرق.
نحن في الكويت اكثر حاجة من تايلاند في اتخاذ مبادرات لتخفيف الازدحام والحفاظ على البيئة بدلا من اتخاذ وزارة الداخلية اجراءات ضد ضيوف الكويت من العمالة الاجنبية مثل منع والتشدد في منح رخص القيادة.
لقد مللنا كشعب كثرة الشكوى والتحلطم ضد الحكومة والمجلس لكن لا احد من الشعب يبادر بلوم نفسه لاننا مقصرون في طرح الافكار والبدائل التي تساعد على تخفيف زحمة المرور مثل ما فعل الشعب التايلاندي.. والمطلوب من منظمات المجتمع المدني مع القطاع الخاص المبادرة في طرح وحث موظفي الدولة والطلاب على استعمال وسائل النقل الجماعي.. وهذه الفكرة ليست جديدة.. اذكر جيدا في الكويت في الخمسينيات والستينيات ان باصات الحكومة تنقلنا الى مدارسنا وكذلك سيارات وزارة المالية تقوم بنقل موظفي الحكومة الى مكاتبهم واعادتهم الى بيوتهم بعد نهاية الدوام.
نحن نعي بان الامور تغيرت اليوم في البلاد، وموظفو الدولة والطلاب لا يلتزمون بالدوام اصلا.. فهم يوقعون ويهربون.
الآن بعد انخفاض اسعار النفط وتوقع إعادة النظر في كل سياسات الدعم الحكومي.. علينا كشعب حث النواب والحكومة بتحديث وسائل النقل الجماعي من باصات وغيرها والاسراع في تنفيذ مشروع المترو والقطار الذي يربط دول الخليج.
ماذا يتطلب منا كدولة ومجتمع شق طرق حديثة للدراجات الهوائية وتشجيع الشباب على استعمالها بدلا من السيارات خصوصا داخل المناطق السكنية، فهي وسيلة حديثة موجودة في كل دول العالم ومن خلالها نحارب ظاهرة السمنة وازدياد ارتفاع السكري بين الأطفال ما نطرحه من افكار ليس بجديد وكل دول العالم تبادر قاداتها باستعمال الباصات (شريطة ان يكون هناك خط سريع في الطرق خاص بالباصات والسيارات التي تحمل اكثر من 4 اشخاص انه لأمر مؤسف ان نرى الباصات لا تستعملها الا العمالة الفقيرة).
المطلوب اليوم تحديث الباصات وعمل طرق للدراجات والمشي وهذه امور ليست مكلفة على الميزانية العامة ويستطيع القطاع الخاص التبرع بمثل هذه الطرق الحديثة للدراجات والمشي، السؤال هل ترى بلدنا تقبل بما يطرحه المواطنون من افكار؟.. الامر متروك للحكومة والمجلس لاتخاذ قرارات التنفيذ او كما جرت العادة تشكيل لجان لدراسة الامور وقبرها بعد ذلك؟