يتردد على مسامعنا بين الفينة والأخرى مصطلح «رجل دولة» فمن هو ذلك الانسان الذي ينطبق عليه هذا الوصف؟ أو بصيغة أكثر وضوحاً ما هي مواصفات رجل الدولة؟ لابد أن يتمتع رجل الدولة بالمعرفة اللازمة لظروف وخصائص مجتمعه فضلاً عن إتقانه للمعارف والعلوم ذات العلاقة بطبيعة المهام التي يؤديها والاستمرار في خدمة بلاده لزمن طويل بتفاني وإخلاص .
والحقيقة أن الصفات والمتطلبات الواجب توافرها في رجل الدولة قد تتعدّد ولكن أهمها من وجهة نظري الثلاث التالية:
أولاً هو ذلك المواطن الذي يؤمن إيماناً مطلقاً بضرورة الاستقرار والديمومة للنظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي القائم في بلاده وأن هذا النظام يمثله سواء كان من ضمن قياداته الفاعلة والعاملة فيه أو كان خارج هذه القيادة التي تديره.
ثانياً هو ذلك القائد الذي يقف على مسافة واحدة من جميع أفراد المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم وتوجهاتهم الدينية أو السياسية، فهو يؤمن أن لكل واحد منهم كافّة الحقوق وعليه كافة الواجبات ويستمر على ذلك.
ثالثاً هو ذلك السياسي الذي يحترم وجهة النظر المخالفة كما أنه يقبل بمبدأ تبادل الادوار مع أقرانه وزملائه العاملين في قيادة بلاده دون ضجر أو سخط فيتقبّل بصدر رحب فكرة إعفاءه أو تكليفه بأداء دور ثانوي فلا ينفعل أو يغضب لأن هذه الخاصية تتطلب منه تقديم المصلحة العامّة على الخاصة.
وأخيراً فرجل الدولة صندوق فولاذي لأسرارها فلا يخرج محتواه مهما كانت الظروف.