في اليوم التالي لنشر مقالنا الذي طالبنا فيه وزير الصحة، بطريق الخطأ، الاهتمام بموضوع بناء دار لكبار السن، قامت القبس بنشر خبر عن تبرع جمعية كويتية، «إعانة المرضى»، بمبلغ كبير لبناء دار للعجزة في جمهورية ألبانيا، التي لا يعرف %98 من الشعب الكويتي اين تقع، وما علاقة جمعية كويتية بجمهورية أوروبية؟ ولماذا تريد بناء دار للعجزة فيها، ولا تريد بنائها في الكويت، التي هي بحاجة ماسة اليها؟ ولماذا تريد الجمعية الفسفسة باموالها على الذي «يسوى ولا يسوى»، مع كل الظروف المعيشية الصعبة التي تمر أو ستمر بها البلاد قريبا، مع اشتداد الضائقة المالية؟ الا تعلم هذه الجمعية، من الناحية الشرعية على الأقل، أنه يحرم على المسجد ما البيت بحاجة اليه؟ فلم تنفق أموالها في الخارج وهناك من يحتاجها في الداخل، وهل السبب، كما يشاع، أن الصرف في داخل الكويت سيخضع لرقابة ما، اما الصرف في الخارج فلا رقابة فعلية عليه، وهذا سبب التبرع؟
نعود الى موضوع مقالنا عن حاجة الكويت الماسة الى وجود دار يقضي بها كبار السن أيامهم الأخيرة في الحياة بكرامة بين رفقاء من أعمارهم، وكنت اتوقع ان يرد من يقول بأن هناك ما يماثلها، ولكن ما وجدته هو الشكوى من الكثيرين من عدم وجود مثل هذا المرفق، وكيف ان الحاجة اليه ضرورية، مع ارتفاع أعداد كبار السن، نتيجة التقدم الصحي، وزيادة حاجتهم الى مثل هذه الدار، والذين في غالبيتهم قادرون على الصرف على إقامتهم فيها، إن وجدت.
وفي السياق نفسه، وردتني مكالمة من صديق، ومسؤول سابق، أخبرني فيها أن وزارة الشؤون سبق لها أن أعدت دراسة متكاملة لإنشاء مثل هذه الدار، وحصلت على تمويل من جهة غير حكومية، وقامت البلدية بتحديد المنطقة التي ستقام عيلها الدار، وهي منطقة ذات واجهة بحرية جميلة وهادئة. كما اطلق على المشروع تسمية «دار صباح الحمد لكبار السن».. وبالتالي لن تكلف المال العام شيئا، تقريبا. ولكن السيدة الفاضلة وزيرة الشؤون ارتأت، عندما تسلمت مهامها الوزارية، التريث في إنشاء المشروع. والتالي مطلوب منها الآن التكرم ونفض الغبار عنه، ونحن وآخرون على استعداد للتعاون معها في إنجازه بصورة لائقة، فمن غير المعقول أن تكون لدينا دار اوبرا ولا تكون لدينا دار لكبار السن.