خبر قصير لذيذ نشرته هذه الجريدة في حسابها على “تويتر”، يقول: “ديوان المحاسبة يرصد مخالفات مالية تتجاوز الثلاثين مليون دينار في وزارة الإعلام” – أكثر من مئة مليون دولار – توقفت عنده قليلاً، ثم مضيت. ويبدو أنني من القلة القليلة التي توقفت عند الخبر، أو التفتت إليه بعجالة، قبل أن تكمل سيرها في طريق الخيبة العامة.
على أنني لم ألتفت للخبر غاضباً أو محبَطاً، كما كنت في السابق. لا. التفتّ إليه مستغرباً نشر خبر بهذه السخافة! فالمخالفة التي لا تتجاوز المئة مليون دينار تعتبر سخيفة، وخبرها سخيفاً، في هذه الأيام التي يتسابق فيها الربع لجمع الغنائم. هو بالضبط كأن تنشر خبراً يقول: “داعش يحرق منزلاً”، أو “ميسي يسجل هدفاً من ضربة جزاء”، أو “الكويت في ذيل القائمة العالمية للشفافية”.
أخبار كهذه تستهلك الحبر وتملأ المساحات بلا جديد. ولو كنت مكان الزميل الذي كتب الخبر لأضفت عقب “الثلاثين مليون دينار” كلمة “فقط”.
وأجزم أن غالبية الوزراء والوكلاء ونواب البرلمان على استعداد للتنازل عن رواتبهم وسياراتهم وبقية الكماليات التي يتمتعون بها، في مقابل السماح لهم بالبقاء على كراسيهم يتصرفون، أقصد يخدمون البلد.
وأظن أن علينا تكريم وزير الإعلام لقناعته وإنجازه العظيم؛ فنقيم حفلاً ندعو إليه كبار الضيوف، وطلبة المدارس، وسفراء الدول في الكويت، بعنوان “تكريم الوزير القنوع”، ونعطيه درعاً تذكارية، ونحتضنه، ونبكي على كتفه الكريم، فيفاخر هو بإنجازه.
صدقاً، أرى أن هذا الخبر بمثابة المدح للوزير لا القدح فيه. سلمت يمينه، وكثّر الله من أمثاله.