أما حان للحكومة اللبنانية أن تتعظ عما يحصل حولها في سوريا من أرهاب أكل الأخضر واليابس وأن تعيد مواقفها السياسية إتجاه أشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي ، وأن تقف معهم بكل شفافية ومصداقية لمواجهة موجة الإرهاب التي تعصف بدول مجلس التعاون الخليجي من الداخل والخارج ، وأن تعمل جاهدة وبكل ما أوتيت من قوة لمواجهة وردع الأحزاب المتناحرة والإرهابية داخل لبنان لكي لا تؤثر على علاقاتها ” العربية – العربية ” ، وأما حان للحكومة اللبنانية أن تقف وتضرب بيد من حديد على كل من تجرأ وقسم لبنان إلى أحزاب أرهابية منبوذة تخدم في المقام الأول عدو الأمة العربية والإسلامية المتمثل ” بالكيان الإسرائيلي المجرم ” ، وأما حان للحكومة اللبنانية أن تلحق بنظرائها من الدول المتقدمة ، وتواكب عصر التقدم والتكنولوجيا من خلال الإلتحاق بركب أشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي ، وأن تقطع دابر كل من يريد أن يخلق ويزرع الفتن الطائفية والمذهبية بين شعب لبنان الواحد .
إذن فلا نستغرب ما حدث في الآونة الأخيرة للبنان والذي كان أوله وقف المساعدات المادية السعودية والتي تقدر بأربع مليارات دولار ، وكذلك قرار منع سفر أبناء دول الخليج العربي إلى لبنان ، ومطالبة المقيمين فيه بالمغادرة فورا ، وكذلك إيقاف بعض شركات الطيران الخليجي رحلاتها إلى لبنان ومن ضمنها الخطوط الجوية السعودية ، وأيضا دراسة سحب ووقف الإستثمارات الخليجية إلى لبنان والذي بدوره سيؤدى إلى حدوث كارثة ومصيبة في الأسواق الإقتصادية اللبنانية ، وكل تلك الضغوطات تأتي للضغط على لبنان لتغيير سياسته العربية وإعادة تصويب مساره في ما يتصل بالموقف من المملكة العربية السعودية والدول الخليجية .
حيث أوضح السفير السعودي في بيروت علي عوض عسيري ” أن قرارات المملكة العربية السعودية الأخيرة بشأن وقف المساعدات العسكرية لبيروت لا تستهدف الشعب اللبناني بأي حال من الأحوال ، وأكد عسيري أن مواقف وزير خارجية لبنان جبران باسيل الدولية تجاه القضايا الأقليمية أثارت غضب المملكة ، ومثلت إساءة للعلاقات بين البلدين في إشارة إلى امتناع وزير خارجية لبنان عن التصويت على قرارين وزاريين عربي وإسلامي يدينان الإعتداء على سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد ، وشدد السفير السعودي على أن المملكة لا تعطي لبنان لتطلب منه مواقف بعينها ، بل لدعم استقرار ورفاهية شعب لبنان ” .
فما آن الأوان للبنان أن يخرج من صمته ويتبرأ من الأحزاب الإرهابية التي تعشعشت فيه ودمرت كيانه وقسمته إلى شعب متناحر منبوذ فكريا وسياسيا ، فمتى يفوق ويصحى ” صناع القرار ” في لبنان ويضعوا حدا لتهور الأحزاب المنبوذة ، وأن يقفوا صفا واحدا للدفاع عن عروبتهم المسلوبة .