نسبة المشاركة في الانتخابات التكميلية تؤكد فشل المقاطعة وفكرها، لأنها لا تحقق هدفا ولا تحدث تغييرا، وهو موقف إيجابي يحسب لأهل الكويت وانعكس واقعاً في نسبة المشاركة في الانتخابات التكميلية للدائرة الثالثة، التي بلغت %33، وهي تعتبر مقاربة لنسبة المشاركة الطبيعية، اذا أخذنا بعين الاعتبار ثلاث مسائل مهمة وهي:
1 ــ ان الانتخابات تمت في فترة إجازات وسفر ومخيمات.
2 ــ ان ظرف الانتخابات التكميلية لا يحقق جوا عاما على مستوى الكويت يحمس ويرفع المشاركة.
3 ــ أرى أن الناس يدركون ضعف مجلس الأمة الحالي، وبالتالي ابتعدت مشاعرهم عنه.
ولذا فإن نسبة المشاركة تعتبر مرتفعة جدا، وتقترب للنسب الطبيعية للانتخابات المعتادة، مما يعني أن المقاطعة ورموزها وفكرها فشلت، ولم يعد الناس يقبلون أن تحل مشاكلهم بمزيد من السلبية والتفرج فاختاروا المشاركة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الحقيقة التي لا تخفى على أحد، هي أن نظام الصوت الواحد، برأيي، نظام فاشل ويهدد كيان الدولة ووحدتها، فها هو ناقوس الخطر قد صم آذاننا محذراً من الآثار المدمرة لنظام الصوت الواحد، الذي مزق الوطن في خلقه لكيانات تفتيتية أسوأ وأصغر مما كانت عليه من سوء بعد شيوع العصبيات الفئوية والقبلية والطائفية والعائلية، التي صارت بديلا للولاء للوطن، وأن يكون رائدها في التنافس «هو البرنامج الوطني وليس العصبي التفتيتي»، كما وصلت إليه الحال في ظل الصوت الواحد. الأمر الذي يتطلب مراجعة جادة وسريعة، تداركا لحال الوطن الذي بحاجة الى أن يتم توحيده من خلال آليات العمل السياسي، التي تجبر الجميع على أن تكون بوصلته ذات مؤشر وحيد وباتجاه واحد، هو المصلحة الوطنية ووحدة البلد، ومن ثم فإن تعديل نظام الدوائر والصوت الواحد بالأخذ بنظام الصوت الواحد للقائمة المفتوحة الاختيار في ظل دوائر خمس عشوائية التكوين، على أساس يوم الميلاد، والنجاح بالتمثيل النسبي هو الحل الأسلم، رغم معارضة أصحاب المصالح، ومن تحكمه شخصانيته البحتة من النواب، فلم يعد الأمر هو إنهاء المقاطعة، لأنها انتهت فعلاً بنسبة المشاركة بالانتخابات التكميلية، وسيهرول الجميع للمشاركة في الانتخابات القادمة، لكن الهدف هو صيانة وحدة البلد ومنع تفتيته، فالمقاطعة فشلت، وفي الوقت ذاته الصوت الواحد الحالي، لأنه، باعتقادي، فتت الوطن، ولا يحقق مصلحته العليا، التي ينبغي أن تكون رائد الجميع.