يحكى أن جملا وحمارا كانا في عهدة قوم من الأقوام وكانوا يستعملونهما للكد حتى بلغا من الضعف الشديد لدرجة أن القوم تركوهما يهيمان في البر يعتاشان على خشاش الأرض وبعد أن تركوهما وجدا فيضة ذات اشجار وماء وخضرة ولكن دون وجود وجوه حسناء.
عاش الصديقان في تلك الفيضة فترة من الزمن حتى صلح حالهما وردت عافيتهما بسبب كثرة الشبع وحينها حصل نقاش بين الجمل والحمار، فقد ابدى الحمار رغبته في الغناء فقال له البعير: لماذا تريد الغناء؟ فقال له الحمار: لم يبق من ملذات الحياة سوى الغناء وأريد أن استمتع بغنائي، وحتما فإن الحمار كان يعتقد أن صوته جميل ولم يقل له أحد: ان كل ما يصدر منك سيئ.
حينها قال الجمل للحمار: هل تتذكر الأيام السابقة حين كنا نشقى ونتعب كل يوم من اجل لقمة عيشنا وبالكاد كانوا يطعموننا حتى كدنا أن نموت واليوم بعد أن شبعت تريد تنبيه القوم الينا؟ وقال له جملة اصبحت مثلا «الله يكفينا شر شبعتك».
لم يفهم الحمار مقولة الجمل لأنه حمار ـ أجلكم الله ـ فقرر أن يغني وحين «لعلع» بصوته انتبه له الناس فأتوا على مصدر الصوت ووجدوا الحمار والجمل بأفضل حال وقرروا أن يأخذوهما معهم ليستخدموهما كما كانا بالسابق وحينها قال الجمل للحمار «الله يلعن شبعتك ضيعتنا».
المقال ليس له ارتباط بأحد منكم ولكنني غير مسؤول في حال تطابقت احداثه مع أحدكم وكان «لشبعته» سبب مما تعانون منه الآن أو سابقا فهذا مجرد توارد خواطر بيني وبينكم ولكن خوفي أنكم لن تجدوا شخصا واحدا يشبه بطلنا ولكن مئات المغنين.
أدام الله البعارين التي تفهم المقال ولا دام من يريد أن يغني ويأتي بالغم لمجتمعه الآمن.