تتعدد الفئات وتختلف في المجتمع، وكل فئة تفرض احترامها على الجميع، كونها جزء من المجتمع لايمكن عزلها عنه، فالأطفال ذوي صعوبات التعلم من الفئات التي تنتمي إلى المجمعات المختلفة، من مجتمع مدرسي وأسري وأيضاً في الأماكن العامة وجميع مؤسسات الدولة.
وقوع هذا الطفل في فئة يصعب التعرف عليها بشكل واضح وسريع، واكتشافها يحتاج إلى تشخيص دقيق يعرض هذا الطفل إلى مشكلات اجتماعية ونفسية، فهو ذكي وسليم من الناحية الحسية والجسمية، ولكن يعاني من مشكلات دراسية، فيجد نفسه يرى الأشياء بشكلها الطبيعي، ولكن عند القراءة يكاد أن يختفي الوضع الطبيعي الذي يعيشه، وكذلك بالنسبة للكتابة والحساب، دون أن يعرف هل المشكلة في عينه التي لم ترى جيداً أم العقل الذي لم يدرك جيداً أم ذاكرته التي لم تسعفه للتعرف على تلك الكلمة، وهذا أمر ليس بهين عليه.
ومن هنا يبدأ دور المحيطين به، جميع المحيطين، فالتعامل مع تلك الحالة بالطريقة المناسبة تساهم في حلها، فعند لقاء المعلم بمثل تلك الحالة فلا يجب أن يغرس لديه الشعور بالفشل، وينعته بألفاظ غير لائقة، إنما يجب التعامل معه بصبر وتأني، وتوفير كل ما يحتاجه لتحسين أدائه، فإذا أخطأ يصحح له الخطأ فوراً، ولا يعدى له بحجة عدم الرغبة في إحراجه، وللحصول على الطريقة المناسبة للتعامل معه وضمان النتائج الإيجابية، يجب التعرف على مواطن القوة والضعف لديه، والتعامل معه على أساسها، فيتم استغلال جوانب القوة في تطوير مهاراته اللغوية والحركية، ومحاولة تحسين جوانب الضعف، وهناك جانب في غاية الأهمية يحتاج له الطفل ذو صعوبة التعلم ويمكن للوالدين تنميته وهو التفاعل الاجتماعي، الذي يتعلم من خلاله المهارات الاجتماعي، ويعطيه الفرصة لتعلم طرق التعبير عن المشاعر، ويكتسب من خلاله الثقة والأمان لأنه ليس وحيداً إنما هناك من يهتم به ويسمعه ويأخذ بيده إلى الأمام، في الوقت نفسه يحتاج ذلك الطفل أيضاً إلى التعامل الفردي، فيجب التعامل معه باستقلالية وتوجيه اهتمام خاص به، دون الإفراط بذلك الاهتمام.
كما أن على الوالدين اصطحاب هذا الطفل للمناسبات والتجمعات العائلية، ومن أصول تعامل أفراد العائلة معه استخدام نبرة صوت هادئة والترحيب به وتشجيعه للحضور مرة أخرى، وإذا تكلم الطفل ولم يفهم المستمع لما يقول فلا يمل ويتذمر إنما يعطي له الفرصة للتعبير عما يشعر به، ويشعره بالاهتمام لما يقول، فهو اختارك من بين جميع الحضور لشعور خاص اتجاهك فلا تخذله، فعلى الجميع الحرص وكل الحرص على تجنب أبنائنا ذوي صعوبات التعلم وذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام من الانسحاب الاجتماعي، فهم بحاجة إلى ذلك المجتمع الذي يسد حاجاتهم النفسية ويشعرهم بأنهم أعضاء في المجتمع ولهم دور ومكانهم محفوظ فيه.
في الختام يؤكد على أن مسألة التعامل مسألة هامة جداً، ولها تأثير كبير على الفرد، فأحسنوا تعاملكم، والتزموا باتكيت التعامل مع الجميع، والوصية الهامة حسن التعامل مع الفئات الخاصة.