ماذا تريد الولايات المتحدة الأمريكية من العرب والمسلمين ؟ قد يتساءل البعض عن دور أمريكا الخبيث خاصة في العالم العربي والإسلامي ، ويتساءل أخرون لماذا كل هذا القتل والدمار وتشريد الملايين في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر وفلسطين وكثير من الدول العربية والإسلامية ، فهل تم دراسة وتحليل ومعرفة أسباب هذه الكوارث والمصائب التي أجتاحت أمتنا العربية والإسلامية ! أم أكتفت أنظمتنا العربية بالمزاعم والأكاذيب الأمريكية بأن ما يحدث ما هو إلا إرهاب إسلامي يراد به زعزعة أنظمة الحكم في الدول العربية ، وبالمقابل لا يخفى على أحد بأن أمريكا هي الداعم الأول والأساسي لأعمال الإرهاب في العالمين العربي والإسلامي ، ولا سيما إن منطقة الشرق الأوسط تمر الآن بأسوء مراحلها المعقدة سياسيا ، فبعد ثورات الربيع العربي اشتد جنون الولايات المتحدة الأمريكية من عدم تنفيذ وتطبيق أجنداتها المخططة لها سابقا ، وخاصة في مصر وتونس حين اعتلت جماعة الأخوان المسلمين الحكم ، وبدأت بوضع أهدافها من خلال تطبيق السيناريوهات المعتمدة والمعدة سابقا بتسيير الجماعات الإرهابية المدربة والمصنعة في البيت الأبيض وإسرائيل ، وذلك لتنفيذ خططها الإرهابية ” طويلة المدى ” في المنطقة .
فمنذ الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بوضع خططها لتدمير الجيش العراقي وتقسيمه طائفيا ومذهبيا ، وهذا ما حدث حين ذاك فقد تم تعيين ” بول بريمر ” كأول حاكم أمريكي في العراق ، وقام هذا المعتوه باتخاذ قرار حل الجيش العراقي ، وهو الأمر الذي لم يحدث في أي دولة من دول العالم ، وهذه هي الخطوة الأولى لأهداف ومخططات أمريكا في العالم العربي والإسلامي ، وهو تدمير الجيوش العربية وتفتيتها إلى أجزاء متناحرة ضعيفة مهزوزة لا تقوى على التصدي ومواجهة إسرائيل .
وفي مؤتمر عقد بالولايات المتحدة الأمريكية صرح عضو الكونجرس الأمريكي للحزب الديمقراطي ” هنري هانك جونسون ” أن أمريكا هي الداعم الأكبر والمصدر الأول للإرهاب في العالم ، وهذا فعلا ما نراه عندما يحصل حادث إرهابي ” مفتعل ” في أوربا أو أمريكا فسرعان ما يتم توجيه التهم إلى العرب والمسلمين ، مع أنه يوجد الكثير من التقارير تؤكد وتجزم بإن غالبية ومعظم أعمال الإرهاب والجماعات الإرهابية من صنع وتكتيك وعمل المخابرات الأمريكية .
وفي مؤتمر ميونيخ في ألمانيا أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في حديثه عن تنظيم داعش الإرهابي بأنه لا يمثل الإسلام ، كما أن تنظيم ” كو كلوكس كلان ” لا يمثل المسيحية ، وأما بخصوص تنظيم كو كلوكس كلان فهو تنظيم متطرف إرهابي معروف جيدا في الغرب وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وهو يعتبر من التنظيمات الأمريكية البروتستانتية العنصرية المتطرفة ، التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض وتعادي هذه التنظيمات المجتمعة تحت لواء فكري واحد الكاثوليكية ، والزنوج وكل المختلفين عن أعضائها عرقيا أو دينيا أو مذهبيا ، ومن أهم أعمال هذا التنظيم الإرهابي استخدام العنف والإرهاب والممارسات الوحشية كالحرق على الصليب ، وبتر الأعضاء ، والقتل وحرق المساكن والكنائس .
وفي الختام هل تتجرأ بعض الأنظمة العربية والإسلامية في التصدي ومحاربة هذا التنظيم الإرهابي المختل عقليا وفكريا ومحاربته وردعه ، كما يحدث الآن من تجييش جيوش العالم العربي والإسلامي والغربي في محاربة تنظيم داعش الإرهابي ؟