كثير من الأقوال تعجب من يقرأها وهذا أمر طبيعي فقد قيل قديما «إن من البيان لسحرا» لأن اختيار الكلمات قد تكون هي حجتك لإقناع الآخرين وكما يقال باللهجة الشعبية: «الحق البين يبي لسان لين» ويقصدون لسانا يعرف كيف يطرح قضيته أو كما يحب أن يقول البعض: «الحقوق تبي حلوق» يقصدون أفواها تعرف كيف تتكلم وليس «حلوقا» للصياح.
ولكن آفة تلك الأقوال والأمثال هو بترها حسب أهواء من رددها على مسامع الآخرين، فمن ضمن أشهر الأقوال التي يعرفها ويرددها الجميع مقولة «ارضاء الناس غاية لا تدرك» ولكن القلة القليلة من يذكرها كاملة ويتجاهلون تكملتها التي تقول: «ورضى الله غاية لا تترك».
كلنا نسمع بمن يطالب بفصل الدين عن السياسة وهم بمطالبتهم يحاولون إيهام الناس بأنه يجب على رجال الدين عدم الخوض في السياسة ولنفترض أن مطالبتهم حق يجب أن يؤخذ به ولكننا نشاهد أن اغلب رجال السياسة هم من يتدخلون في الدين ويتكسبون من خلاله.
حاليا هناك صراع في الرياضة وتجد من يقول «إن كنتم تريدون الإصلاح الرياضي فيجب أن يبتعد عنه رجال السياسة»، وهذا قول منقوص ومبتور وحتما أن من يردد تلك الجملة ويطالب بإبعاد السياسيين عن الرياضة عليه أن يطالب الرياضيين بعدم التدخل في السياسة أرجو ألا يكون الكيل بمكيالين في كل الأمور العامة، أما أمور الأهواء الشخصية فهذا موضوع آخر فكما قيل سابقا: «حب وقول.. واكره وقول».
أدام الله من اكمل جمله الرنانة كما هي ولا دام من يبترها لأجل مصالح خاصة..!