إن نزع هويّة العراق وطمس انتمائه العربي وإسلامه «السُّنّي»، هما المخطط الخبيث والخطير الذي يتم اليوم؛ فمجريات الأمور على الأرض تؤكّ.د أن هناك حركة تهجير لأهالي العراق من السُّنّة، وفرض تغيير سريع في محافظاتهم ومدنهم ومناطقهم من قبل إيران، ويتم توطين الإيرانيين بدلاً منهم وتجنيسهم، كما يتردد في الإعلام. وهذا المخطط يبدو أنه ينفَّذ بتساهل من الحكومة العراقية، ويتم تحت سمع ونظر وبعلم الأميركان. وتشير المعلومات، وما ينشر في وسائل الإعلام، إلى أنه قد تم في السنتين الماضيتين إدخال ما يزيد على مليوني إيراني، ومنحهم الجنسية العراقية وتوطينهم بمدن السُّنّة؛ سعياً لخلق واقع جديد في العراق، وهو المخطط الذي يقال إن إيران تُنفّ.ذه في منهجها التوسعي؛ سعياً لإقامة الإمبراطورية الفارسية الشيعية الجديدة، مستغلة ضعف وانشغال العرب والعالم الإسلامي السُّنّي بقضاياه الداخلية والإقليمية. وقد وجدت مدخلاً لذلك، ووسيلته في رفع شعار زائف هو «ملاحقة الإسلام المتطرف السُّنّي»، الذي يمثل «داعش» أشد صوره، رغم علمنا أن «داعش» أصلاً هو صنيعة الإيرانيين والأميركان -برأي الكثيرين- لاتخاذه شماعة لكل العمليات والتصفيات الحربية التي تمت وتتم في مواجهة السُّنّة في العراق وسوريا وغيرهما من الدول العربية والإسلامية الأخرى.
وقد كنا نتمنى أن نرى إيران في موقف الحكمة ولمّ الشمل الإسلامي بدلاً من أن تختار منهجاً توسعياً ومحاولة تغيير واقعي من خلال التدخل في شؤون أهل العراق، وما حصل من نزوح من مدنهم وقراهم وتهجيرهم؛ حتى يتم إحلال إيرانيين بدلاً منهم، ومن المؤسف -لو صح ما يقال- أن يكون النظام العراقي الحالي شريكاً ومنفذاً لهذا السيناريو المؤلم، ليزداد العراق تمزقاً، ويتم زرع كيانات طائفية فيه في داخل المدن والقرى بما يُكرّ.س واقعاً قلقاً ومتفجراً، ولا يعبر عن حقيقة أهل العراق ووضع العراق، تلك الدولة السنية التي كانت محاولات تغيير حقيقتها تلك هدفاً وعملية مستمرة.
إن آليات القانون الدولي ومنظماته -وبكل أسف- في حالة غياب تام عن مجريات الأحداث في العراق، بل إن الأمم المتحدة لم تثر هذا الموضوع، ولم تتخذ أي تدابير لمنعه، أو وقفه. والمطلوب من الدول العربية والإسلامية أن تتبنى هذا الملف وتعتبره من أولوياتها، ومطلوب من الأميركان أن يحفظوا وثائق العراق، والأهم وثائق التركيبة السكانية التي تبين حقيقة هذه التركيبة؛ حتى لا تُزيّف هوية العراق، وكي لا ينجح مخطط تغيير ديموغرافيته.