العمليات العسكرية التي يرتكبها الروس في سوريا لا يجوز السكوت عنها ولا التفرج عليها، فقد سقط القناع عن الوجه الروسي الذي يرتكب – كما يتردد في وسائل الإعلام – جرائم بحق الشعب السوري ومقاومته المشروعة، فبرأيي كذب الروس بإدعائهم محاربة داعش، إذ إن آلاتهم الحربية وطائراتهم تقصف المقاومة وتستهدف المناطق الآمنة لأبناء الشعب السوري الذي يسيّر كل يوم مواكب مهيبة من قوافل شهداء التدخل الروسي.
ندرك جميعا تحالف الروس مع الإيرانيين الذين تتواجد قواتهم على الأرض في معية النظام السوري الساعي للقضاء على المقاومة وتكريس النظام السوري والهيمنة الإيرانية بما يحقق مصالح مالية وسياسية واستراتيجية لروسيا وإيران، ولابد من التصدي لهذا المخطط الذي يحاول اقتلاع السوريين من بلادهم، ونصرتنا صارت للمقاومة السورية واجبة، كل بما لديه من إمكانات.
إن الدور الحيوي المطلوب هو للدول الإسلامية والخليجية في هذه المرحلة المفصلية من خلال تشكيل تحالف دولي عربي إسلامي، محاوره السعودية وتركيا وباكستان ومصر والسودان والأردن ودول الخليج لشن عمليات برية تستهدف داعش، الذي ربما صار حليفا للروس وهو من قبل حسب اعتقادي ربيب الإيرانيين والنظام السوري وصانعه الأميركي، فما يرتكبه هؤلاء هو تدمير سوريا وكسحها والقضاء على غالبية أهلها، ومن ثم فإن التدخل البري الذي أعلنت عنه السعودية قرار حكيم وصائب وينبغي أن تكون مظلته تحالفا دوليا إسلاميا عربيا عاجلا يضم كل الدول السابقة، ويجب أن يكون دورا عقلانيا لمن عليه تكريس واقع مرعب في سوريا منطلقه تقتيل وتشريد أبناء سوريا وتحويلها الى ساحة لحرب عالمية تحت شعار محاربة «داعش»، تلك الاكذوبة الهزلية. وإيجاد مبرر لتواجد قوى مستعمرة لسوريا وهم الروس والإيرانيون، ولئن كان التدخل البري للسعودية وحلفائها من الدول الإسلامية والعربية هو سبيل تخليص سوريا وعودة أبنائها لوطنهم فليكن كذلك، ولنحقق استقرارنا وأمننا ومستقبل منطقتنا من خلال استقرار سوريا حتى لا يحدث الانزلاق الخطر لحرب مستعرة في المنطقة تقودها روسيا وايران، ولنتخلص من الذي جمع هذه المتناقضات لهدم الإسلام والتآمر على أبنائه.