«إرضاء الناس غاية لا تدرك»، هذا الشعار يجب أن يكون حاضرا في عقل كل مسؤول مهما بلغ منصبه فكل شخص من البشر يريد أن يسير الكون حسب مزاجه وأهوائه حتى لو تعارضت مع المصلحة العامة أو مع متطلبات غيره ويحكم رغباته من مبدأ «أنا وبعدي الطوفان».
فإن كنت ستلتفت إلى كل شخص يريد مصلحته فأنت واهم وعليك أن تتعامل مع الطلبات الخاصة غير المنطقية لكثير من البشر بحكمة وعدم اندفاع فأنت لن ترضيهم حتى لو أعطيتهم إحدى عينيك، وعليك أن تقتدي برسولك الكريم صلى الله عليه وسلم الذي خاطبه رب العزة والجلالة حين قال له في كتابه الكريم (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، وهذا الأمر أكبر دليل عن عدم كسب الرضا من كثير من البشر، إلا أن تكون كما يريدون.
هناك مثل كويتي يصلح أن نستشهد به في سياق هذا المقال خصوصا لمن يريد إرضاء الجميع ويقول المثل « من بغاه كله عافه كله»، فإن كنت تريد أن يرضى عنك الجميع فحتما ستخسر الجميع ولن تربح أحدا نهائيا.
تلك المقولة عن الرضا ناقصة فتكملتها الأهم هو «أن إرضاء الله غاية لا تترك»، فإذا بحثت عن إرضاء الله فحتما ستربح العقلاء الذين يبحثون عن الصالح العام، ولكن عليك أن تكون على يقين بأن الله ليس بغافل عما يعملون فهو يعلم الجهر وما يخفى، ولا تأخذه سنة ولا نوم، وهو خصيمك يوم القيامة.
أدام الله من كان همه إرضاء الله فيما أوكل إليه، ولا دام من يبحث عن إرضاء البشر على حساب المصلحة العامة.