لدى العرب مشكلة، فهم يمتلكون كل شيء ولا شيء. فمجموعة أصفار لايمكن أن ينتج عنها غير صفر آخر، فبدلاً من أن ننشغل بتنمية شعوبنا، انشغلنا بالإمساك بخناق بعضنا بعضا، وبتبذير أموالنا على أكثر الأمور هامشية.
فوضع الدول العربية، غنيها وفقيرها، يزداد سوءاً يوماً عن يوم، إما بسبب التزايد في ملايين الأفواه الجائعة التي تلفظها بطون الأمهات يومياً، أو بسبب جيش الباحثين عن العمل التي تلفظهم المعاهد والجامعات بالملايين كل عام.
جاء الربيع العربي، ورحل مبكراً، بعد أن فقد عشرات الآلاف حياتهم، وفقد الملايين غيرهم أملهم في الحياة وازدادت الحال سوءا في كل الدول العربية، وربما سنحتاج الى عقود طويلة أخرى ليأتي ربيع عربي آخر، يخلصنا من طغاة جدد.
وهنا يتساءل الزميل خالد القشطيني قائلا: إن النظام في العراق مثلا تغير مرات كثيرة ولم تتغير احواله، بل ساءت، فهل المطلوب تغير الشعب؟ ولكن كيف نتخلص من ملايين العرب ونأتي بغيرهم ونربيهم بطريقة سليمة تقوم على العلم والعلمانية وحرية التفكير؟ هذا مشروع خيالي، وبغياب هذا المشروع ما الذي يمكن عمله؟ ويجيب قائلا: إننا ربما بحاجة إلى إجراء انتخابات شرعية، ولكن دولا عربية عدة جربتها، وبينت نتائجها، ان الناخبين لايريدون حل مشكلاتهم بأساليب وقيم وعقلية القرن الحادي والعشرين، بل بالمحافظة على مكتسبات طوائفهم وقبائلهم،( ولبنان والعراق، وربما الكويت خير مثال ).
وقال إن المثقفين الليبراليين في العراق دعو «الجماهير» الى السير في تظاهرة احتجاجية ضد غلق دور الثقافة ومنع المواطنين من مزاولة حقوقهم المدنية، ولكن من لبى الدعوة لك لم يتعدوا المئتين. وبعد أيام تدفق الملايين إلى الشوارع للمشاركة في مناسبة عزاء تاريخية، لأن هؤلاء، بنظره، أجلوا خلاصهم إلى مابعد الموت، وأجل الأحرار والمهنيون خلاصهم ليوم الهجرة إلى الغرب؟ ويتعطش غيرهم لظهور أتاتورك عربي، ولكن مصيرة لن يكون أفضل من مصير بورقيبة، فسيتهم بالعمالة للاستعمار ويموت حسرة. وبالتالي فإن طريق الخلاص الوحيد يتوقف على التعليم مع حرية الفكر، فبدونهما لانهوض ولا خلاص! ويتسطرد القسطيني قائلا: لا فائدة من القراءة والكتابة دون حرية فكر، ولا فائدة من حرية الفكر إذا لم تكن قادرا على القراءة والكتابة. وعندما يتوفر طرفا المعادلة سنعرف من ننتخب وكيف نحاسب من ننتخبه.
في الكويت طالب نائب بتقليل التشدد في موضوع تناول الكحول، فقامت دنيا القوى الدينية عليه، ولكن هؤلاء أنفسهم لم يحركهم ساكن أمام آلاف قضايا الفساد والرشوة في عقر دورهم!
- ملاحظة:
عاد الكابتن سامي النصف رئيساً لمجلس إدارة «الخطوط الكويتية»، بحكم قضائي، وثُبت خطأ وزير المواصلات، بعد أن كلّف قراره المجحف الخاطئ، الدولة مئات آلاف الدنانير، ووضع مجلس إدارة مؤسسة الطيران في وضع مُخجل ومُحرج جداً، فهل من محاسبة حكومية لقرارٍ وزاري أجوف؟!