سيزاول منتجو النفط الصخري أشغالهم مرة اخرى عند وصول البرميل الى معدل ما بين 50 و60 دولاراً أميركيا مرة أخرى بعد سنوات من الآن.
اما في الوقت الحالي فهم مشغولون في كيفية اعادة النظر في تخفيض تكاليف الإنتاج مرة اخرى، ومحاولة تحديث التقنيات الحالية والمستقبلية، لمواصلة النفط الأقل كلفة. على الرغم من أنهم استطاعوا خفض أكثر من %40 والتخلص من أكثر من 85000 وظيفة، لكن المشوار ما زال بعيدا.
وصل سعر البرميل الى أكثر من 115 دولارا في 2014، وليهبط الآن الى 28 دولارا في اقل من سنتين من دون تحذير أو انتباه من «أوبك» أو تجاهل كامل من المنظمة البترولية بزيادة إنتاج النفط الأميركي من 5.1 ملايين في 2009 في اليوم الى أكثر 9.7 ملايين في عام 2015. واستيقظت المنظمة فجأة من سنوات العسل لتواجه هذا المنافس الحقيقي؛ ولتقرر منافسة هذا المنتج الغالي وهزيمته، بقوة استعمال سلاح زيادة الإنتاج ليصل سعر البرميل الى ما دون 30 دولارا. ولنحل جميعا في القاع منتظرين من يرفعنا، لكن علينا ان نضحي ونعمل كما يعمل منتجو النفط الصخري.
والآن، وقد انخفض إنتاج النفط الصخري الأميركي ولم يعد ينافس، وبدأت الولايات المتحدة الأميركية استيراد النفط الخفيف، فهل اختفى النفط الصخري، وانتهت عقدتنا، أم أنها مسألة وقت؟!
هي مسألة سعر البرميل، وليس عامل الوقت في حال وصول سعر النفط الى أكثر من 50 دولاراً لتبدأ الأجراس بالدق.
لكن، هل تعلمت دول منظمة أوبك فعلا الدرس الخاص بخفض التكاليف والمصاريف. وهل تستطيع ايضا خفض كلفة إنتاجها من النفط الخام على الرغم منها الأدنى. وهل تستطيع ان تتحقق ميزانية دولها من دون عجز، وأن تحقق سعرا توازنيا معادلا لسعر بيع البرميل الواحد من النفط؟! وان عملت هذا، ومن دون عجز في الميزانية، فنكون قد تخلّصنا فعلا من عقدة النفط الصخري. ولنعيش في أمان تحت ظل وحماية نفوطنا التقليدية، لكن المشوار طويل جدا!