مراد شاب وسيم بعمر الزهور ومشهود له بالاخلاق الحميده وزهرة من زهورمسجد الحي محب للحياة ومقبل عليها بالدراسة والتفوق في مدرسته . أسرته من دولة عربية قدمت واستقرت في المملكة العربية السعودية من سنوات بسبب العمل والرزق . كانت لديهم مشكلة بالحياة المعيشية بسبب الغلاء حيث كان والده عاملا بمصنع يتقاضى راتبا ضئيلا لا يكفي مصاريف الحياة الاساسية ويساعده أحيانا بعض الناس من أصحاب الايادي البيضاء والصدقات ، كان مراد يعتصر ألماً كلما رأي وجه أبيه يتألم قائلا يا ربي فرج عليّ همي وكربتي، لم أعد أقوى على مصاريف اسرتي هنا وامي وابي واخواني في بلدي …. فجأه تغيّر الشاب ولم يعد ينتبه لدراسته واصبح يكفّر كل من يخالفه بالرأي وأصبح لديه افكاره الخاصة لم يعد مراد سمحا ومتسامحا في تعاملاته ولم يعد يتقبل الرأي الاخر من حوله وحتى من أفراد اسرته وكانت الام تسمعه وهو يقول ” قريبا” سأرتاح من هذه الحياة ” فتردّ الام عليه قائلة لا يا بني الله يطوّل في عمرك وتتخرج من كليتك وتساعد ابوك في مصاريف البيت والحياة …الا أن مراد كان مغسول الدماغ من قبل شيخ المسجد.وفي أيامه الاخيرة كان يقبّل يد والدته ووالده ويحُّن على اخوته فاستغربت العائلة تصرفه وكانوا يتسالون في استغراب ما بال مراد ؟؟؟ كأنه مودع الدنيا ومفارق هذه الحياة او مفارق أهله الى مكان بعيد من هنا !! لم يكونوا يعلموا ما خططه مراد مع شيخ المسجد ، خرج مراد من البيت بعد أن غُرّر به أن طريق الجنة سهل جدا فقط فجّر نفسك بهؤلاء الكفار وانا أضمن لك الفردوس الاعلى … كان هذا كلام شيخه في المسجد الذي اعتاد ان يرتاده يوميا في كل صلاة وكانت النتيجة ان لبس مراد الحزام الناسف ليفجر نفسه في مسجد آخر في الحي نفسه وشيخه الحاقد ينظر بابتسامة المنتصر فرحا بدم بارد لا رحمه فيه من قتل أبرياء … فلا ترى الا اشلاء اجساد بالكاد أن تتعرف عليهم ….
وجاء دور خالد من قبل نفس الشيخ في هذا المسجد , وبالرغم من أن عيشته لم تكن تختلف ابدا عن مراد وأنه من أسره فقيرة تعاني من متاعب الحياة ومصاريفها ، حيث تربي يتيم الاب ولكن خالد رفض بكل قوة ما يحاول زرعه هذا الشيخ الفاسق الفاسد الحاقد والظالم لكل ما حوله فكان يقول لهذا الشيخ لماذا لا تقدّم نفسك أولا ، ان كان مطلبك الجنة كما تدعي فلماذا تريد غيرك ان يظفر بها….ان كان ما تسميه جهادا وأننا سنكون في مرتبه الصحابة ومع الصديقين والشهداء الابرار ونظفر بحور الجنة يجب أن تكون انت من في المقدمة .. ترك خالد هذا المسجد القريب من بيته باحثا عن مسجد اخر ، مسجد فيه امام ذو فكر معتدل , يحب الخير للجميع ويزرعه في كل خطبه وندواته، شيخ يحب وحدة المجتمع ويعمل على رفعته وتعاون افراده ،شيخ مُطبّق حديث رسول الله ” لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه” شيخ يلقي خطبا ليُذكّر فيها أن دم المسلم على المسلم حرام … وبعد فترة قصيرة وجد خالد ان صديقه سعيد الثري ذو الاموال الطائلة قد تغيرت نظرته الى الحياة واصبح يفكر بالجنة عن طريق الجهاد … واصبح سعيد يُكفر كل من حوله من الناس بافكار هدامه خانقة حاقدة …
حينها أدرك خالد ان ذلك الشيخ هو وراء كل ذلك … حاول خالد بكل الطرق ان يغيّر من صديق عمره سعيد كل الافكار الدخيلة على فكره وعقله ولكن دون جدوى .. فما كان منه الا أن رفع الهاتف وأبلغ السلطات الامنية عن هذا الشيخ الحاقد وعن سعيد ليحفظ ارواح الناس …
هذه صورة اصبحت غير مستغربة في مجتعاتنا وبلداننا العربية الاسلامية خاصة هذا العام ، يذهب ضحيتها شباب بعمر الزهور بسبب بعض شيوخ ودعاة الطائفية والمذهبية بأفكارهم الشيطانية الهدامة الملوثة بحب سفك الدماء بدعوى الجهاد ورفعه الاسلام.. حفظنا الله منهم وحفظ شبابنا وبناتنا من هؤلاء القتلة أصحاب الفتن والشرور… وكشف الله شرور أعمالهم وجعلها في نحورهم … الله انا نسألك الامن والامان في كل مكان .
آخر مقالات الكاتب:
- الفرق بين الغرب والعرب ليس نقطة
- الغزو العراقي – جرح موتني وأنا حي
- رسالة الى كل ارهابي من صقور الاردن
- يطير كالفراشة ويلسع كالنحلة – بطل الملاكمة محمد علي
- شمس الامل – مركز الحسين للسرطان
- سلّم سواعده وبالخير واعده …. وعد الرجال
- يا طير الفجر سلّم عليها
- جمال الابتسامة … في امريكا
- السهم لولا فراق القوس لم يصب
- حلوى بحرينية وعمانية من سوق المباركية