هل يعقل دولة كالكويت تتعدى ميزانية التعليم فيها أكثر من مليار ونصف دينار كويتي سنويا أن يكون مستوى التعليم فيها متدني ومتردي إلى أسوء المستــويات التعليميــة ، حــــيث أشــــــار التقـريــر السنـوي للتنافسيـــة العــالمية لعــــام ( 2015/2016 ) ، والذي يصدر عن المنتدي الاقتصادي حول تحديد قوى وضعف مركز الدولة من خلال عدة مرتكزات إساسية منها على سبيل المثال قياس مستوى كفاءة المؤسسات والبنية التحتية والتعليم والتدريب والصحة .. ألخ ، بإن ترتيب دولة الكويت في المركز 34 ، فالأسف أصبح التعليم في الكويت يحتاج إلى صيانة وتحديث وغربلة من جديد ، أو بالمعنى الصحيح يحتاج إلى عمل فورمات جديدة لجميع الأهداف والخطط والأنشطة في الوزارة ، فغياب الرؤية الاستراتيجية لوزارة التربية هي من أهم أسباب تدهور مستوى التعليم في الكويت ، حيث لا يوجد أهداف وخطط ومنظومة إدارية تربوية مستقبلية واضحة ودقيقة ومنظمة تسعي من خلالها وزارة التربية إلى تكوين واقع تعليمي يتماشى مع متطلبات العصر التكنولوجي .
فمؤشرات تردى التعليم في دولة الكويت كثيرة لا حصر لها ، ينبع أساسها من فكر وزرائها وقياديها حول عدم الرغبة في التطوير ، وعدم السعي إلى وضع وإيجاد الحلول للمشاكل المتراكمة منذ أزل بعيد ، فهل يعقل أن تتكاثر في مدارس وجامعات الكويت ظاهرة العنف والانحراف والتحرش الجنسي المتفشي بين الجنسين بشكل فاق الحدود وتعدى مراحل الأدب ، وهل يعقل بأن تكون مخرجات التعليم لا تتماشى ولا تتطابق مع متطلبات سوق العمل ، وهل يعقل بأن لا تكون هناك مشاريع لجامعات جديدة ، سوى الجامعات القديمة المتردية التي عفا عنها الزمن ، وأصبحت من ضمن المتاحف القديمة ، وهل يعقل بأن يكون التعليم العالي في الكويت مركز لضياع الشباب من خلال عدم الرؤية الواضحة لقوانين القبول في الجامعات الخارجية ، وهل يعقل وزارة كوزارة التربية الكويتية بوزرائها وقياديها وبكامل عدتها تخشى وتهاب من مراقبة ومسائلة المدارس والجامعات الخاصة في الكويت ، ولا ننسى كذلك مشاكل الفساد الإداري المتفشي في الوزارة المتمثل بفساد المؤسسات التعليمية والأكاديمية ، ومشاكل الكشف عن الشهادات المزورة التي يتمتع بها بعض العاملين في الجهات الحكومية وعدم تحويلها للقضاء ، ومشاكل الواسطات وقلة الخبرة التدريسية ، والكثير من المشاكل والهموم التي عجز القلم بأن يكتبها .
ونحن لا ننكر بأن التعليم هو الجزء الأساسي والرئيسي لنهضة ونمو الحضارات في العالم ، وهو يعتبر عنوان التقدم الحضاري والتكنولوجى للبلاد ، ولو رأينا نجاح ونهضة أي دولة من الدول المتقدمة لشاهدنا إنها وضعت مراحل التعليم من ضمن الأولويات في أهدافها وخططها التربوية .