دائما ما تسمعون بمقولة «أنا لا اكتب الشعر ولكن الشعر يكتبني» التي يرددها عادة الشاعر من أجل أن يحاول إظهار أنه مثقف، ولنعتبر أن تلك المقولة هي حق لمن يقولها، فنحن لا نعرف إن كان يكتب الشعر أو يكتبه الشعر أو أن هناك من يكتب له الشعر، وهذا الأمر يشمل الشعراء من الجنسين دون استثناء.
لم أشأ أن أتطرق الى الكتابة عن الشعر والشعراء، ولكن تلك المقولة السابقة استوقفتني وأنا احضر أمسية إبداع شعري في احدى «ليالي هلا فبراير» وقد كان فرسانها أربعة شعراء من أروع شعراء الخليج العربي وهم الشاعر د.صالح الشادي والشاعر سليمان المانع والشاعر رشيد الدهام والشاعر عطاالله فرحان.
لقد كنت أسأل نفسي وأنا استمع للابداع من هؤلاء الفرسان: هل يملكون الشعر أم تملكوننا بشعرهم وقصائدهم الرائعة؟ فقد استمع جميع من حضر الأمسية الى عذوبة القصائد التي تدل على ثقافة شعرية تندر أن يمتلكها غيرهم.
في تلك الأمسية لم نشاهد جمهور الفزعة الذي يصاحب الأمسيات الشعرية، فقد تفاعل الجميع مع القصائد التي لا تحمل النفس الطائفي ولا العنصري وكأنهم يقدمون درسا راقيا ومحترما لكثير من الشعراء الذي يحضر أو يستأجر الجمهور للتصفيق معه.
شعراءنا الأعزاء، سيمضي زمن طويل ليخرج علينا شعراء بروعتكم يمتعوننا ولا يتسابقون للبحث عن الشهرة على حساب زملائهم كما يحدث في كثير من الأمسيات الشعرية مع كل أسف، فشكرا لمهرجان هلا فبراير على هذا الاختيار الموفق بدعوة فرسان تلك الليلة.
أدام الله من يملكنا بالكلمة الجميلة، ولا دام من لا يعرف الفرق بين الشعر والشعير.