اختلفنا كثيراً ــ ومازلنا نختلف ــ مع مرزوق الغانم في الكثير من المواقف، فهو يترأس مجلساً قاطعته قوى المعارضة السياسية في البلد، ولا تستقيم الممارسة الديموقراطية من دونها، بل لا يتوازن النظام السياسي بوجودها خارج البرلمان، لعل هذا سبب ما نشاهده من تعثر المجلس في ممارسة دوره الرقابي، وفي افتقاره الى البعد الشعبي!
كما اننا نختلف مع الاخ ابي علي في العديد من المواقف السياسية له، كرئيس لمجلس أقرّ العديد من القوانين التي تقيد الحريات، ولعل موقفه من موضوع الخلية، وما يشاع عن الدور في موضوع انسحاب نواب الشيعة من تلك الجلسة، يجعل الفجوة بيننا وبينه كبيرة!
لكن هذا كله لا يمنعنا من قول كلمة حق في مواقف الاخ مرزوق الغانم من بعض القضايا الاسلامية والدولية، فموقفه من قضية فلسطين ودعمه المبدئي لحق المقاومة، وهي مواقف تختلف عن المواقف الرسمية لكثير من الانظمة العربية، وتعكس الحس الشعبي في نفسه، وبالامس، وفي عقر العاصمة الايرانية الثانية بغداد، كان له موقف قوي ضد لاريجاني رئيس مجلس الشورى، يعكس الشخصية الكويتية الخليجية بأصالتها ووضوحها وشموخها، عبّر فيه عما يجول في خاطر كل خليجي!
هذه المواقف الايجابية لن نتردد في الثناء عليها، كما ان مواقفه السياسية الاخرى لم نتردد بانتقاده عليها! والاختلاف عند اهل الكويت لا يصل الى حد الفجور في الخصومة، خاصة عند أبناء التيار الاسلامي المعتدل، الذين يقيسون الامور بمقياس «وقل الحق…»، وقوله تعالى «وقل اعدلوا ولو كان …». وأكرر، منعاً للاصطياد بالماء العكر، ان هذا لا يعني موافقتنا له على مواقفه عموماً، بل لنا معه صولات وجولات لن تنتهي في معركتنا مع هذا المجلس!