• لماذا هذه التصريحات الاستفزازية التي تؤدي إلى مستويات أدنى للنفط؟
إن ما نقصده ليس اتفاق وزراء نفط منظمة أوبك بعدم خفض الإنتاج والإبقاء على معدل سقف بمقدار 30 مليون برميل، وترك الأسواق النفطية بتحديد معدل أسعار النفط، ولكن ما نقصده تحديداً تصريحات وزراء النفط المختلفة بالضغط على الأسعار ومحاولة تخفيضها، وإلا كيف يصرح وزراء النفط: حتى وإن وصل النفط إلى معدل 60 ثم 40 وأخيراً 20 دولاراً للبرميل، فإننا نستطيع أن نتعايش معه. وحتى وإن دعت الحاجة إلى الاقتراض أو استخدام احتياطي المال العام. ولماذا الإسهام في ضعف أسعار النفط وهي تتأرجح ما بين 59 و60 دولاراً.
ألم يتفق الأعضاء على ترك الأسعار للأسواق النفطية وللعرض والطلب؟ لماذا هذه التصريحات الاستفزازية التي تؤدي إلى مستويات أدنى للنفط؟ ولفائدة من؟ حيث إن الكل سيتضرر، والكل سيساهم في تحسين وتعديل جميع الكلف للتأقلم مع أسعار النفط المنخفضة، والكل سيخفض وسيتراجع في معدلات الاستثمار وعدم زيادة الإنتاج، سواء من منتجي النفط التقليدي أو ذلك الصخري، إلا أن منتجي النفط الصخري يمتلكون خبرات أفضل في التكيف مع خفض المصاريف من منتجي منظمة أوبك. وهذا شيء جيد، ولكن في النهاية لن يؤدي إلى توقف الاستثمار في إنتاج النفط الصخري، بل سيستمر وبتقنيات أفضل. هذا إن لم تتدخل الحكومة الأميركية لمساعدة ومساندة منتجي النفط الجديد، حيث إنهم يعملون وينتجون من أجل الأمن القومي بعدم الاعتماد على استيراد النفط من الخارج، حيث كانت أمنية وهدفاً، وأصبحت حقيقة وواقعا يحارب.
وقرار منظمة «أوبك» بعدم التدخل وترك قرار الأسعار للأسواق العالمية قرار استراتيجي مهم بعدم الاعتماد دائماً على المنظمة النفطية بتعديل وتصحيح الأسعار بخفض الإنتاج وإدارة تمويل وتزويد العالم. وهذا القرار سيؤدي حتماً إلى إعادة النظر في سياسة زيادة الإنتاج بصورة مستمرة دائمة، وبمقدار مليوني برميل سنوياً.
إذا كان هذا هو قرار المنظمة سليماً ومناسباً وجماعياً، فلماذا اللجوء إلى جميع وسائل الإعلام بالتصريحات الاستفزازية والإعلان بأنه حتى وإن وصلت أسعار النفط إلى 60 و40 و20 دولاراً، فهذا لا يهمنا، ونستطيع أن نتعايش معه؟ ولمصلحة من تدهور الأسعار إلى هذه المستويات الضعيفة؟