نحن في الخليج مركزاً للمال ولسنا مركزاً للقوة ، ولا نملك القرار لفرض السياسة الخارجية إتجاه أية قضايا عربية كانت أو عالمية ، لدينا رأي سياسي نعبر عنه فقط لاغير ! وأقصى ما نستطيع فعله هو إقامة تحالفات لا أكثر !
لدينا أموالاً كثيرة مرهونة عند الغرب ، ولا نستطيع التحكم فيها ، فأموالنا مرهونة فقط على توجهاتنا السياسية لموالاتنا للغرب !
المواطن العربي العاقل يتحدث عن الخطر الاسرائيلي ونحن في الخليج نتحدث عن إيران ، المواطن العربي يتحدث عن الخطر اليهودي ونحن في الخليج نتكلم عن الخطر الشيعي ! الصراع بين الشيعة والسنة سيؤدي إلى قسمة في الوطن العربي ، بلا شك أن إيران لديها أطماع في المنطقة العربية ، ولكن لا يجب أن نتعادى فيما بيننا لإختلاف المذاهب ، وعلينا أن لا ننظر إلى الصراعات السياسية ونحولها إلى صراع مذهبي مقيت !
وعلينا أن نعي تماماً مدى خطورة التمادي في الطرح الطائفي ، الشعب الخليجي مصيره مرتبط ، والتعايش القائم منذ قرون لا يجب أن يتغير لأهداف البعض ، والفتنة الطائفية نارها لا تفرق .
لم نحارب في العراق ضد الإرهاب ، ولم نحارب في سوريا ضد الإرهاب ، فلم التحالف الآن ضد ما يسمى بالإرهاب وما هو نوع الإرهاب المقصود ، وما معنى الإرهاب ، وأين تتجه البوصلة ، وأين إسرائيل في هذه المعادلة وهذا التحالف !؟
لسنا مركزاً للقوة لنقيم تحالفات ، فنحن لا شيء على مستوى العالم النووي ، فنحن لا نملك سوى سلاح فردي نقاتل فيه بعضنا البعض ، ولا نملك تلك العقلية التي تتحالف من أجل خير الأمة وأمن الشعوب ، فلم نصدر للعالم سوى شبابنا لكي يرهبوا الشعوب الآمنة ، ولم نشارك في الماضي لدعم الأمن العالمي سوى دفع الأموال والمشاركة الخجولة !
لم نعد جزء من التاريخ العظيم الذي ورثناه ، ولن نذكر في التاريخ سوى أننا أمة عاشت وتخاذلت وتركت قرارها بيد اليهود ، فلنتأمل جيداً ماذا سيكتب التاريخ عنا ، ماذا سيقول ؟
هل كنا عظماء وحاربنا ودافعنا وجاهدنا ، ووقفنا مع المسلمين ؟
أم تخاذلنا وتركنا كرامتنا .. ونسينا فلسطين !
والله المستعان …