من منا لم يحلم بتحالف عسكري إسلامي يضم العديد من الدول العربية والإسلامية يقوم بالتنسيق العسكري لمحاربة الجماعات المتطرفة والإرهابية التي ولدت وترعرعت في عالمنا العربي والإسلامي بشكل لا يبشر بخير ، حيث أعلنت المملكة العربية السعودية تشكيل هذا الحلف الذي يضم 34 دولة قابلة للزيادة ، وقال وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان إن التحالف الجديد سينسق الجهود ضد المتطرفين في العراق وسوريا وليبيا ومصر وأفغانستان ، وإن هذا التحالف ينطلق من يقظة العالم الإسلامي في محاربة هذا المرض ” التطرف الإسلامي ” ، الذي أضر بالعالم الإسلامي ، بحيث إن كل بلد إسلامي حاليا يحارب الإرهاب بمفرده ، لذلك فإن تنسيق الجهود أمر مهم جدا ، ولن يركز التحالف في محاربة تنظيم داعش الإرهابي فقط ، بل سيتجه لمحاربة جميع التنظيمات الإرهابية الأخرى .
ومن جانب آخر قالت وكالة الأنباء السعودية في إعلانها عن التحالف ” أن الإسلام يحرم الفساد والتدمير في العالم ، وإن الإرهاب يمثل إنتهاكا خطيرا للكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان ، خاصة الحق في الحياة ، والحق في الأمن ” .
يسعدنا ونفتخر كعرب أن نرى هذا التحالف على أرض الواقع ، ولكن السؤال ماذا سيفعل هذا التحالف حيال إرهاب الكيان الصهيوني المجرم ضد أشقائنا في فلسطين المحتلة ؟ وهل يعقل أن يضم هذا التحالف دولة كمصر التي انقلبت على شرعية الرئيس الشرعي المنتخب لجمهورية مصر العربية الدكتور محمد مرسي ! ، وبما إن دولا أفريقية دخلت في هذا التحالف الإسلامي ، فهل سيقف هذا التحالف في وجه الإرهاب الدموي الذي يحدث يوميا في أفريقيا الوسطى ضد المسلمين ! ، وهل سيقف هذا التحالف في وجه الإرهاب الوحشي الذي يحدث ضد المسلمين في بورما ؟ أو هل سيقف هذا التحالف في وجه الإرهاب الأمريكي والإسرائيلي والغربي الذي يضطهد المسلمين من دون رحمة أو إنسانية ؟ أم سيكون هذا التحالف كغيره من التحالفات العربية الكومبارسية التي أزعجت شعوبنا العربية والإسلامية بتجمعاتها الغير مرغوبة ، فقط لإرضاء أمريكا وحليفتها إسرائيل والغرب .
وقد يتسائل البعض ماذا فعلت الجامعة العربية ومجلس دول التعاون الخليجي والإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وغيرهم من التحالفات والمنظمات العربية والإسلامية من نصرة قضايا المسلمين في العالم ، أليسوا هم من تركوا الفلسطينيين يعانون من الإرهاب الإسرائيلي منذ عقود ، وتركوا مسلمي البوسنة يعانون من الإرهاب الصربي ، وتركوا مسلمي أفريقيا وبورما وأفغانستان يعانون من إرهاب الجماعات المتطرفة ، وتركوا شعب سوريا والعراق يعانون من إرهاب الجماعات الإرهابية المتطرفة .
وبالمقابل آما حان الوقت لهذا التحالف الإسلامي أن يجمع صفوف المسلمين التي تفرقت وتشتت ويضعها في قالب واحد لمواجهة أعداء الدين ، وما حان الوقت لهذا التحالف الإسلامي أن يلم الشتات العربي ويوحد الدول العربية والإسلامية على صف واحد مستقيم ثابت على مبدأ ” لا إله إلا الله محمد رسول الله ” ، وما حان الوقت لهذا التحالف الإسلامي أن يردع كل من تسول له نفسه بالاعتداء ولو بشبر واحد على أرض من أراضي الدول العربية والإسلامية ، فكفى لهذه الأمة أن تركع لغيرها من الأمم ، فحان الوقت لكي يتم القضاء عن من يذبحون أطفالنا ويستحيون نسائنا ويقتلون شبابنا ، فشعوبنا العربية والإسلامية متعطشة لهذا التحالف الإسلامي وتبارك وحدته تحت راية واحدة ، بحيث تكون تلك الراية لنصرة الله ورسوله صل الله عليه وسلم ، وأن لا يستسلم هذا التحالف إلى ضغوطات أمريكا وإسرائيل والغرب ، وذلك حتى لا ينطبق علينا قول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ” صدق الله العظيم .