لماذا يصر النشطاء الأمريكيون على زعزعة إستقرار سوريا ، لماذا عزمت الولايات المتحدة على تدمير إيران رغم أن إيران لم تهاجم أحداً منذ 1798م ، من التالي ؟ وإلى أين تتجه البوصلة الأمريكية ؟
عندما تنظر إلى المسار الحالي وما يحدث في الدول العربية تبدوا الأمور غير منطقية مقارنة لما قبل أحداث ( 11 سبتمبر ) !
تبدوا الأمور بلا معنى حين تبني وجهة نظرك لما يحدث في العالم من خلال الأجندة التي يسربها الإعلام في شكل أخبار ، لكن سنكتشف أن الأمور منطقية جداً عندما نتعرف على الدافع الحقيقي من وراءه !
إن النفقات العسكرية الأمريكية تجاوزت نفقات جميع الدول الأخرى في العالم مجتمعة ، لذلك لم تكن للإتحاد السوفيتي أي فرصة للمنافسة في سباق التسلح وإنهيار الكتلة الشيوعية في (1991) أزال آخر قوة موازية للقوة العسكرية الأمريكية ، وهي الآن قوة عظمى بلا منازع ، وأمل العديد أن هذا سيمثل بداية لعهد جديد من السلام والإستقرار .. لكن للأسف !
أصحاب النفوذ والقرار الأمريكي كانت لهم خطط أخرى ، وأحداث مسرحية (11 سبتمبر) كانت البوابة لتحريك الإعلام العالمي ضد العراق أنه يمتلك أسلحة الدمار الشامل وأنه ينوي إستخدامه ! والتي سمحت للولايات المتحدة الأمريكية بغزو العراق وتدمير البنية الأساسية ، وقدر عدد الضحايا بأكثر من نصف مليون طفل ! مما جعلت لهم الذريعة لسرقة الخزينة العراقية والبترول لدعم الإقتصاد الأمريكي من جديد ، وبناء أكبر مركز تجسس في شمال العراق !
أما إيران .. تعرف جيداً اللعب مع اللوبي الأمريكي ، فقامت بحملة شرسة ضد الولايات المتحدة ووقف مقايضة النفط مقابل الدولار من بداية الحصار الأمريكي عليها ، وقد تمكنت من بيع النفط الإيراني لحلفائها مقابل الذهب ، ورداً على ذلك قامت الحكومة الأمريكية بدعم من وسائل الإعلام الرئيسية العالمية ومنها بالطبع الخليجية والعربية أيضاً بمحاولة للحصول على الدعم الدولي لتوجيه ضربات عسكرية بحجة منع إيران من صنع سلاح نووي ، ويعترف المسئولون الأمريكيون علناً أن إيران تسببت في إنهيار الإقتصاد الأمريكي ، سوريا الحليف الأقرب لإيران كانت ضحية وبمساعدة من بعض الدول العربية قاموا بزعزعة الإستقرار في هذا البلد على الرغم من أن روسيا والصين قد حذرتا الولايات المتحدة من التدخل في سوريا أو إيران .
الولايات المتحدة تعمل جاهدة لخلق الظرف الذي يمنحهم الغطاء الدبلوماسي لفعل ما قد خطط له مسبقـاً !
الدافع وراء هذه الحروب والعمليات السرية يتضح عندما نضع الأحداث في السياق الصحيح ، وعندما نربط النقاط ، وهم يدركون جيداً أنه إذا سقطت إيران فلن تكون للولايات المتحدة من مفر لمواجهة روسيا والصين وقيام الحرب العالمية الثالثة ! وحتى هذه اللحظة ما زالت الولايات المتحدة تتمادى على الرغم من التحذيرات الروسية والصينية ، وما نشهده الآن هو المسار الذي يؤدي مباشرة إلى مالا يحمد عقباه وهو المسار الذي رسموه من سنين !!
إن أردنا أن نعرف أي نوع من المختليين عقلياً مستعد لتفجير صراعات عالمية قد تؤدي إلى حصد أرواح الملايين من البشر ، هو نحن العرب الذين مكنا هؤلاء من أموالنا وأراضينا وقدراتنا الإقتصادية والبشرية لنكون آلة تحرك من قبلهم ضد الأشقاء والمسلمين !!
والله المستعان …