بما أن صعوبات التعلم تلازم الفرد طوال حياته، و ذلك لأسباب داخلية المنشأ، فلابد لها من الظهور في جميع مراحله التعليمية، مند مرحلة رياض الأطفال حتى المرحلة الجامعية، ولكن تختلف كيفية ظهورها في كل مرحلة، وهنا سيتم تناول مرحلة تعتبر من أهم المراحل التي يجب اكتشاف الحالات فيها؛ وهي مرحلة رياض الأطفال، حيث تحدث فيها تطورات نمائية كثيرة، فتظهر لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم مشاكل في الإدراك الحسي أو التوجيه المكاني، أو اضطرابات اللغة، أو صعوبات ترتبط بالنمو.
قد تظهر لدى الأطفال في سن ماقبل المدرسة واحدة أو أكثر من الصعوبات النمائية في ثلاثة مجالات أساسية ؛ وهي النمو اللغوي، والنمو المعرفي الذي يتعلق بالانتباه و الإدراك و الذاكرة ، و نمو المهارات البصرية الحركية ، فيظهر لديهم تبايناً في النمو بين هذا المجالات، وهذا يعتبر مؤشر للتعرف على صعوبة التعلم النمائية، فمن خلال تلك المؤشرات يمكن الكشف عن الأطفال المعرضين لصعوبات التعلم في المراحل التالية ، و من هنا تنبثق أهمية التدخل المبكر و الكشف عن الأطفال ذوي صعوبات التعلم، وذلك لوضع البرامج المناسبة التي تحد من تفاقمها ، و منع ما ينتج عنها من مشكلات تتمثل في شوء التوافق الأكاديمي و الاجتماعي.
في الختام لابد من التنبيه بأن الكشف المبكر عن صعوبات التعلم يقترن بمدى معرفة الأهل و الاختصاصيين و المعلمين بالمراحل التطورية الأساسية لدى الأطفال ، و مقارنة المهارات الموجودة عند الطفل، بالمهارات المتوقعة للمرحلة العمرية التي يعيشها، مع التركيز على دور البيئة التي تتم عملية التعلم لدى التعلم فيها .