قبل سنوات كانت هي الأجمل والأغنى والأنظف، وكانت قبلة الجميع ولم يكن ينافسها أحد نهائيا حين كان الآخرين يتضورون جوعا كانت تصاب بالتخمة من شدة الشبع حينها كانت هي الأكثر ثقافة بين أقرانها ولكن كما يقولون: «دوام الحال من المحال»، واختفى كل ذلك الجمال في لمح البصر، وأصبح كل من يحاولون تقليدها يترحمون عليها.
لا تذهبوا بعيدا بتفكيركم، ففاتنتنا ليست ممثلة تغيرت ملامحها الجميلة بفعل السنين ولكنها الفاتنة التي تغيرت بفعل بعض أبنائها إنها فتنة الدنيا إنها مصر ففي سنة 1918 ترسل مصر لبلجيكا مبلغ 500 ألف فرنك كمعونة لإنقاذ الشعب البلجيكي من الجوع والأمراض وتأمر ملكة بلجيكا أن يدون شكرها لمصر في الكتاب الذهبي لقد كانت «القاهرة» طوال العهد الملكي تغسل كل يوم بالماء والصابون وكان الإيطاليون والفرنسيون يتوافدون عليها ليعملوا ليس كخبراء بل بمهنة الحلاقة.
لقد علمتنا مصر الشيء الكثير، ولكن هذه المرة يجب علينا أن نتعلم الدرس الأهم فمن يشاهدها حاليا فمن حقه الشك في تلك المعلومات عنها وعلينا كشعوب خليجية أنعم الله علينا بنعم لن تعد ولا تحصى أن نتعظ مما حصل لمصر فكيف كانت وكيف وصل بها الحال الآن؟
القاعدة تقول من لم يتعلم من تجارب الآخرين فسوف يتعلم من تجربته لذلك فإنني أتمنى على كل عاقل خليجي أن يتعلم من التجربة المصرية بعد العهد الملكي قبل أن نندم ونصبح مضرب مثل بزوال النعم بسبب من يوهمنا أنه يريد بنا الخير ولكنه يريد الخير لنفسه فقط ونصبح مضرب مثل ويكتبون عن التجربة الخليجية.
أدام الله من اتعظ بتجارب الآخرين ولا دام من ساعد على زوال ما أنعم الله به علينا لنصبح تجربة للآخرين…