الجملة أو الحكمة التي تقول: «لو تطابقت الآراء لبارت السلع» تنطبق على كل أمر الحياة بدءا من الأطعمة والملابس إلى أن نصل إلى التوجهات السياسية للجماعات أو للأفراد، وما يهمني الآن هو نوعية الأفلام السينمائية.
فالأذواق تختلف حسب الفئات العمرية بين النساء والرجال وبين الشعوب نفسها على نوعيتها بين الفيلم الكوميدي أو الحربي أو الأكشن، ولكن هناك شبه إجماع على أن الأفلام الأكثر تأثيرا هي الأفلام التي تحكي قصص النجاح وأفلام التحقيقات بالكشف عن الجرائم، خصوصا التي تختص بذكاء المحققين.
ففي أفلام التحقيق نشاهد فريق المحققين يبحثون عن طريقة حدوث تلك الجريمة ويسمونها مجازا بصمة الفاعل ويقصدون بها الطريقة المتكررة في كل جريمة، وحينها يحددون إن كان الفاعل هو نفسه في الجرائم السابقة.
فالبصمة هي شيء مميز لكل شخص سواء كانت بصمة أصابع أو بصمة عمل يمتاز به أي إنسان آخر، وهي مثل اللازمة التي يستخدمها الكتاب في مقالاتهم أو الممثلين في أعمالهم حتى إن الأبناء يعرفون آباءهم في حالة الغضب من خلال حركة أو كلمة أو نظرة أو أي شيء يقومون به في تلك الحالة.
هناك بصمة يمتاز بها كل سراق الوطن أو من ساعد من يسرقه من خلال الحماية له، فهم يسرقون أوطانهم تحت ذريعة بصمة «الوطنية»، فلن تجد أحدا منهم إلا كانت بصمة الوطن في صوته وحديثه، وتحس أنه «حيعط» من الوطنية التي يملكها ولا تملكونها.
أدام الله بصمات أصابعكم واضحة على خدود من يسرق أوطانكم ولا دامت بصمات الوطنية الزائفة.