طبعاً الضمة واضحة في العنوان، وعدم وجود الهمزة واضح أيضاً. صح؟ صح.
وكان البعض منا قد رقص رقصة البطريق فرحاً بغرق شوارع قطر، ليثبت أن مسألة غرق الشوارع ليست إلا قضاءً وقدراً، أو “تقدير إلهي”، كما يقول الأتراك، تحدث في أحسن العائلات وتصيب كل الدول، بلا استثناء. والأمر ليس مقصوراً على الكويت.
وبعيداً عن مقولة “لا تنظر إلى هالِك كيف هلك، بل انظر إلى ناجٍ كيف نجا”، أي لا تنظر إلى قطر، إن كانت قطر فشلت في موضوع تصريف المياه، وانظر إلى الدول الاسكندنافية، التي تعيش في وسط غيمة، أو انظر إلى تركيا، الملأى بالغابات، نتيجة غزارة الأمطار واستمرارها.
وفي الدول الاسكندنافية، وفي تركيا أيضاً، لن تجد شوارع غرقى، ولا سيارات تحولت إلى تايتانيك، أو تحولت إلى أسماك ملونة، ونبتت لها زعانف تساعدها على السباحة، والغوص في أعماق المحيطات الباردة، لكن هذا ليس هو المهم. المهم هو أن “قطر التي تضربون لنا المثال بنجاحها، ها هي شوارعها تختنق تحت الماء، لتؤكد لنا ولكم أن خليجنا واحد”.
ماشي. لكن الحكومة القطرية ركزت حاجبيها غضباً، وسلّت سيفها من غمده، وراحت تلاعبه بين الجمعين، كما كان يفعل عامر بن الطفيل، قبل كل حرب، وبدأت محاسبة المتسببين في هذه الجريمة، فمنعت، احتياطياً، سفر أصحاب الشركات المسؤولة، والمقاولين، ومسؤولي المكاتب الاستشارية، وكل من لعب معهم الورق، وكل من جالسهم، وسامرهم، وأكل معهم مكبوس اللحم، ووو… في حين يضع المقاول الفاسد عندنا رجلاً فوق رجل، وفي رواية أخرى، يضع رجلاً فوق القانون، ورجلاً فوق رقبة من ينتقده، ويطلق شبيحته في تويتر والصحف والقنوات يشتمون الغاضبين من فساده، ويطعنون في أعراضهم، ويطالبون بسحب جنسياتهم، وتقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف، وتعليقهم على جسور إسطنبول، أو جسر العقيلة المتهالك. وهنا الفرق يا حبيبي.