للأسف في الآونة الأخيرة لاحظنا ازدياد ظاهرة المغازل في الأماكن العامة والمجمعات التجارية بشكل غريب وما يحزّ في الخاطر أنها ليست من عاداتنا وتقاليدنا وأنها وليدة اليوم، هناك البعض من الأشخاص يقومون بالتحرش بشكل استفزازي للفتيات بتصرفات سيئة وغريبة دخيلة على مجتمعنا للأسف، صار «المغازل عيني عينك» غصب طيب، هذه الظاهرة تولد المشاكل والعنف بجميع أنواعها، وكلنا شاهدنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الجرائم والهوشات في المجمعات وغيرها من الأماكن واغلب هؤلاء الشباب ضاع مستقبلهم.
العنف بأشكاله من الظواهر المرفوضة، وباعتقادي من يلجأ الى العنف لا يملك الحجة التي تؤهله للتصرف بحكمة وعقلانية، يناقش المختصون ظاهرة العنف والهوشات والمشاكل في المجمعات التجارية والأماكن العامة، وغالبا ما يركزون على أمور مرتبطة بالتربية الأسرية والوازع الديني والتفكك الأسري ويجزمون انها وراء زيادة العنف، مثال على ذلك هناك شخص خرج لتغيير الجو في أحد المجمعات التجارية ويقابل شخصا أقل ما يقال إنه للأسف وقح «ناقص أدب» فيصدر عن هذا الشخص تصرفات مشينة للفتيات، ماذا يمكن ان يصدر عن إنسان يقدر معنى الرجولة والأخلاق «ولد البلد»؟ هل يسكت او يتجاهل التحرش؟ بالطبع صعب، والأدهى من هذا حينما يكون شخصا برفقة أهله ويقابل نماذج ممن يفتقدون الأدب والتربية.
قبل أيام بسيطة تطرقت في إحدى مقالاتي إلى شرطة البيئة وأهمية هذا القطاع المستحدث في الحفاظ على بيئة آمنة لنا ولعيالنا ولأهلنا من خلال ملاحقة المدخنين والأشخاص الذين لا يعيرون النظافة أي اهتمام وغيرها، وبنظري ان من الأولويات الواجبة على وزارة الداخلية ان تسنّ قانونا يعاقب المتحرشين «المغازلچية» وألا يكتفي العقاب على مجرد ترضيات في المخفر وتدخّل نائب أو أحد الشخصيات للمغازلچي ليخرجه ويمارس انحرافه من جديد، على ان يتبع القانون تدشين شرطة متخصصة للقبض على هذه الفئة المنحرفة في المجمعات والأماكن العامة، وأظن ان بهذه الإجراءات أتوقع أننا سنحقق أهدافا عدة منها: ان يدرك هؤلاء ان القانون سيطولهم، وأيضا سيؤدي في المصلحة العامة الى الحد بنسبة عالية من الهوشات، وكلنا رأينا دولا مجاورة لنا نوعا ما متفتحة ولكن مقابل اي مضايقات او تحرش للبنات مباشرة يتم الإجراء معهم بأشد العقاب، أتمنى فعلا يطبق القانون بالكويت ويطبق على الكبير قبل الصغير.
اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.