ما أجمل العقل الذي خلقه الله وما اقبح العقل الذي لوثه الشيطان.
من هذه الكلمات اعتقد أنه يجب ان تنطلق افكارنا نحو حقيقة آلية عقول بعض البشر الانسانية ومنها اللاإنسانية، فمنهم من استخدم عقله من اجل تطوير الحياة ومنح السعادة للآخرين ومساعدتهم وانقاذ حياتهم من باب الانسانية وهو طريق كل الاديان، ومنهم من تلوث عقله وسخره لنشر الكراهية والحقد بين الناس والتحريض على الإرهاب والقتل والاساءة لكل من يختلف معهم دينيا او عقائديا او عرقيا.
هذه المفاهيم المشوشة لدى بعض البشر خاصة لدى الذين تلوثت عقولهم نتيجة تعصبات مختلفة وأخطرها يكمن اليوم في التعصب الديني غير المنطقي الذي ما أنزل الله به من سلطان، وجاءت نتيجة صراعات طويلة وحقب تاريخية مظلمة، كانت ومازالت هي السبب وراء كل مشاكلنا وصراعاتنا الفكرية الجامدة، مما اسس لدى البعض ثقافة متطرفة تسعى لإقصاء وإلغاء الآخرين وسط ساحات جهل جل اهتمامات لاعبيها هو تقديس رموز متطرفين يرتدون عباءة الدين زيفا وجاءوا على مر الزمن بتلك الثقافة العدائية للانسانية.
وهذا الأمر للأسف جعل الاسلام دائما المتهم الأول امام المجتمعات، رغم ان الاسلام الحقيقي بريء من افكارهم المتطرفة كونه دين سلام وتسامح وعدل ورحمة، الأمر الذي يستدعي في تلك المرحلة العصيبة وجود نهضة اسلامية متجددة يرفع راياتها مسلمون معتدلون بدلا من المتشددين، حتى تتغير الخارطة نحو العودة للاسلام المعتدل وهو الاسلام الحقيقي الذي نحتاج اليه.
مهما يسعى البعض للتبرير ويلون قناعه من اجل دعم التطرف سواء بشكل مباشر او غير مباشر ولأسباب يستحي الكشف عن حقيقتها على اعتبار انها تمس ما ينتمي اليه بتستر، تجد نوعية هؤلاء كل ما يستطيعون عمله هو رمي كوراث افكارهم على ملعب الآخرين لأنهم أضعف من أن يعترفوا بواقعهم المرير.
نقول لهم هنا لا بد منا جميعا ان نقف ضد اي ارهاب مهما كان مصدره وافكاره، ولا بد من تصحيح هذا التشويه الذي تصدر العناوين باسم الاسلام، وهذا الأمر يطبق اذا بدأنا بأنفسنا وحاربنا كل من ينشر الكراهية والتحريض على قتل الآخرين، والأمر الآخر ان نجعل ديننا دين الانسانية ونتعامل مع الكل بإنسانية، لان الانسانية هي لغة السلام بين كل الاديان وكل المجتمعات وللأسف هذه الانسانية اصبحنا نراها خارج الحدود الاسلامية، وحان الوقت لان نبدأ بإجراءات ضد كل متطرف حتى تعود لنا من جديد وتمنح لنا مكانة التعايش السلمي مع الجميع.