ذكرنا في مقال سابق صعوبات التعلم الانفعالية و الاجتماعية ، هنا ستتم تكملة الموضوع ، حيث نتطرق إلى الأسباب و الخصائص السيكولوجية لذوي صعوبات العلم الاجتماعية و الانفعالية .
تعد مشكلة صعوبات التعلم الاجتماعية و الانفعالية كأي مشكلة يسعى الفرد لحلها ، و حلها يتطلب تدخل علاجي ، و مما لاشك فيه أنه من غير الممكن الوصل إلى حل دون معرفة أسباب المشكلة ، و من هذا المنطلق سنقف على العوامل و الأسباب التي تكمن خلف صعوبات التعلم الاجتماعية و الانفعالية ، و التي تنقسم إلى :
١- عوامل و أسباب نيورلوجية:
ترجع إلى خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي ، و اضطراب وظيفي للنصفين الكرويين بالمخ ، و هذا الخلل يؤدي إلى عدم الرضا و عدم القدرة على التغلب على سلسلة الإحباطات التي يمر بها الفرد نتيجة الإخفاقات المتكررة لصعوبة قيامه ببعض الأمور التي يستطيع أقرانه القيام بها ، الضغوط التي يتعرض لها من الوالدين و المعلمين .
٢- خبرات الفشل الأكاديمي التي يمر بها التلميذ ، و نظرة الأهل و الزملاء لهم ، تدفعم إلى الانسحاب من المواقف الاجتماعية و الأكاديمية .
٣- العلاقة بين مفهوم الذات و التحصيل الأكاديمي علاقة سبب و نتيجة ، بالتالي يؤثر كل منهما على الآخر ، فبسبب انخفاض التحصيل الدراسي ينخفض مفهوم الذات ، و يترتب على ذلك سوء التكيف الاجتماعي .
هناك خصائص سيكولوجية تظهر على ذوي صعوبات التعلم الاجتماعية و الانفعالية ، هي :
١- النشاط الحركي الزائد .
٢- عدم تركيز الانتباه و شرود الذهن .
٣- انخفاض مفهوم و تقدير الذات .
٤- السلوك العدواني .
٥- الإعتمادية المفرطة .
٦- السلوك الانسحابي .
٧- سوء التكيف الاجتماعي .
صعوبات التعلم الاجتماعية و الانفعالية ليست بالأمر الهين ، و يترتب عليها العديد من المشكلات و لها علاقة بالعديد من المتغيرات ، من بينها أهم متغير يتعلق بالتلميذ و هو التحصيل الدراسي ، من هنا يجب أن لا نكتفي أن نتعامل مع الصعوبات الأكاديمية و نتجاهل الآثار الاجتماعية و الانفعالية المترتبة عليها ، و يجب أن نقدم الدعم لمفهوم الذات لدى التلميذ ، و بناء المهارات الاجتماعية لديه ، و نكسبه الاستراتيجيات الاجتماعية ، مع أهمية دور المدرسة في تعزيز السلوك الاجتماعي المرغوب ، و لا تعمل المدرسة كمؤسسة وحيدة إنما تتعاون مع الأسرة في التغلب على الصعوبات الاجتماعية و الانفعالية .