لو فكرنا بعقل ومنطق وتجرد من سخافة التعصب الأعمى الذي زاد قبور المسلمين، وتساءلنا عن الأحداث الأخيرة التي اجتاحت منطقتنا العربية بمثلث، الحرية والكرامة والإصلاح، فما هي النتائج؟ قبل أن أتطرق للنتائج الدرامية التي أعدها المخرج المستفيد من الفوضى والذي أعد السيناريو على فكرة التعصب الديني.
لابد أولا أن أقول أهلا وسهلا بالحرية والكرامة والإصلاح، فمن الطبيعي أن أغلبية المتضررين من الظلم الواقع عليهم نتيجة انعدام مبدأ العدل والمساواة سيقفون مع هذه الشعارات البراقة لطالما أنها سهلة الاستخدام، ومضمارها قصير لانطلاق الحشود لتحقيق أهداف المثلث الإنساني.
ولكن المصيبة تأتي عندما تتضح الصورة بوجه أشمل، وتؤكد أن هذه الشعارات ما هي إلا كلمة «حق يراد بها باطل» شعارات تعلن باحتراف من قبل الآلة الإعلامية التي يقودها المخرج الصهيوني الذي همه الوحيد نشر الفتنة والقتال بالوكالة بين أبناء الدين الواحد من دون أن يشعر المغفلون الذين يهرولون عبثا وراء المخطط القذر من دون أدنى فكر يردعهم بالواقع الأخف ضررا، وحتى تتضح الصورة بشكل أفضل سؤالي: لماذا العرب يتقاتلون باسم الدين؟ لماذا الانقسامات اليوم في منطقتنا جميعها تحولت إلى طائفية؟ هل هذا الشحن الطائفي الذي نعيشه جاء نتيجة مصادفة؟ بالتأكيد أن هناك طرفا مستفيدا من دمارنا وتشوية صورة الاسلام والمسلمين أمام العالم، والمستفيد حتما هو من دبر مخطط اشعال الحرب الطائفية مع حلفاء السوء في كل مكان لإثارة الفوضى باسم الحرية والتي كانت نتائجها وخيمة لأبعد الحدود، هل هناك أكثر من قتل ودمار للدول وتشريد وإرهاب وجوع وانهيار.
تعالوا لنر ماذا قال وزير الدفاع الاسرائيلي.. قال «إن انتصارنا يكمن عندما نجعل الاعداء» يقصد العرب «يتقاتلون ويصفون بعضهم البعض ونحن نتفرج عليهم حتى نخرج بالنهاية رابحين» وفعلا هذا المشهد هو ما يحصل اليوم أمامنا ولو شاهدنا أنفسنا فسنجد أن العرب انشغلوا بتناحر«سنة وشيعة» أدى إلى نشر الكراهية بين الفريقين وهذا كان الهدف، حتى أدركوا أن العرب المسلمين سيطهرون بعضهم البعض لصالح مخططاتهم.
بالأمس القريب.. كانوا المسلمون يتباكون بدموع تشكي بأن «غزة تحت القصف الصهيوني» إلى متى نتباكى ونحن اساسا سبب معاناتنا وسبب ضعفنا.. تأكدوا تماما لطالما نتلذذ بقتل ونحر بعضنا البعض فالآلة الصهيونية ستعتبر قصفها إلى غزة مجرد ألعاب نارية.
إلى متى يستمر حالنا المريض.. ألسنتنا تحارب الصهاينة وأسلحتنا تطلق الرصاص على صدور بعضنا البعض تحت تكبير «الله أكبر» وكأن الجنة تنادينا هل نحن أمة تستحق الانتصار لطالما البعض منا يشجع نحر الرقاب وتهجير أهل الديار بحجج طائفية نتنة؟ هل تريدون النتائج النهائية.. حسب قراءتي المتواضعة، استمرار الحرب الطائفية بشراسة، والمرحلة المقبلة «التقسيم» وسيزداد التشدد الديني بالمنطقة، ومخططهم مستمر ولن يفشل إلا بحالة واحدة أن نتوحد وهذه أمر غاية بالصعوبة ما دامت ساحة العقول يحتكرها مزاج متعصب وتلك العقول فقط تعرف كيف تهرول إلى نشر الطائفية أكثر من الهرولة على فعل الخير ونشر المحبة والسلام.
وأخيرا، أقول إن مثلث «الحرية والكرامة والإصلاح» بحاجة إلى ثقافة تحمل مقومات هذا الشعار ولن يأتي أبدا بالفوضى ونشر الكراهية باسم الدين.